يتميز شهر رمضان بطابع خاص لدى اهالي منطقة جازان منذ القدم لهم عاداتهم وتقاليدهم درجوا عليها قبل دخول شهر رمضان عليهم وأيضاً عند دخوله. تزيين المنازل مع حلول شهر شعبان يبدأ الأهالي بتزيين منازلهم فقديما كانوا يصبغون العشة (المنزل التراثي للمنطقة والمبني من الطين والأغصان) فتصبغ المنازل من الداخل بالألوان وتجدد بأصباغ جديدة سواء جدران المنزل أو الأبواب، كما كانوا يقومون بتجديد أحبال القعائد (وهي المقاعد المخصص للجلوس) وكانت مصنوعة من أغصان غليظة من شجر السدر وتغطي مكان الجلوس بالحبال والمصنوعة من الطفي (أغصان النخيل والدوم) وعند الانتهاء منها تصبغ الأرجل الأربعة وتسمى بالكربة للمفردة بالألوان وتجدد حتى تظهر بالمظهر الجديد. كما كانت النساء تقوم بتنظيف الميفا (وهو الاسم الدارج بالمنطقة المعروفة بالتنور المصنوع من الطين) وتجديده وإصلاحه إذا كان به بعض الشقوق جراء الاستخدام حيث إنهن يتجهزن لاستقبال الشهر المبارك بتجهيز أدوات المطبخ بشكل كامل وذلك لاستقبال الضيوف في أيام الشهر المبارك. النساء تتفنن بإعداد الوجبات الشعبية وتنويعها لإعداد سفرة شهية للزائر الضيف ولا تكون الدعوة لشخص واحد أو اثنين بل تشمل جميع من في الحي وخارج الحي أما في وقتنا الحاضر فيتفنن الأهالي بتزيين المنازل خاصة مع النهضة العمرانية فتتزين المنازل بالأصباغ وتنقش الأسقف بالجبسيات والزخارف وتجدد الإنارة حتى تصبح المنازل أكثر إنارة وتكثر الإنارات الخارجية للمنازل حتى إن شوارع الأحياء تصبح أكثرة إنارة عن الأيام الأخرى وتقوم النساء كما كن يقمن بالسابق بتوفير مستلزمات المنزل من أوان منزلية جديدة وتوفير المستلزمات المنزلية من مواد غذائية خاصة بالشهر الفضيل. استقبال شهر رمضان وقديما كان يعتمد المواطن على رؤية الهلال بالعين المجردة وبالأخبار التي تصلهم من القرى المجاورة فلم يكن بذلك الزمن وسائل للإعلام غير برقيات تصل للمحافظات من الإمارة عند وصول خبر رؤية الهلال، وأحيانا كان يصوم المواطنون عند سماعهم صوت مدفع رمضان الذي غاب صوته في زمننا الحاضر فكان إشارة لهم بدخول شهر رمضان إذا لم يصلهم خبر الرؤية، خلاف الوضع في وقتنا الحاضر مع التطور الحضاري التي تشهده مملكتنا الحبيبة فقد انتشرت وسائل الإعلام فأصبح المواطن يعلم بموعد دخول شهر رمضان بنفس اللحظة التي يعلم بها المواطنون في المناطق الأخرى. الرمضة الرمضانية وهي عادة تبدأ في أول ليلة من الشهر الكريم حيث يبدأ الأهالي في زيارة بعضهم ويتبادلون بها التهاني بدخول الشهر، ويكون بهذه الزيارات تحديد مواعيد المدعوين حيث يقوم كل شخص بدعوة الآخر للإفطار والتي تستمر طيلة شهر رمضان المبارك، فتتفنن النساء بإعدادات الوجبات الشعبية كما يقمن بتنويعها لإعداد سفرة شهية للزائر الضيف ولا تكون الدعوة لشخص واحد أو اثنين بل تشمل جميع من في الحي وخارج الحي فبهذه الزيارات تزداد المحبة والمودة بين أفراد المجتمع بذلك الحي، ولا تنتهي السفرة حتى يبادر أحدهم بدعوة جميع من قام بالحضور لكي يقوموا بتشريفه وحضور سفرة إفطار بمنزله، ولا تزال هذه العادة موجودة حتى وقتنا الحاضر.