مع أن هذا المقال يتحدث عن فواتير الكهرباء. وإمكانية تقسيطها. إلا أن شركة كهرباء سكيكو ليس لها دخل في محتوياته. فالمقال يروي قصة بطلها المجتمع. فقد وصلت رسالة إلى جوالي من شركة الكهرباء تفيد بأنه بالإمكان أن يقوم أي مواطن بتقسيط فاتورة الكهرباء. وأنا متأكد من أن الكل استلم نفس الرسالة. وقد سألت أحد أقاربي الذين يعملون في الشركة عن الرسالة. وقال لي إن الشركة كانت قد طبقت إمكانية التقسيط على موظفيها في السابق والآن يريدون إعطاء هذه الإمكانية للكل. والحق يقال إنهم يشكرون على هذه المبادرة التي أنا متأكد أنها نبعت عن حسن نية. ولكن هذه البادرة لها دلالات سيئة كثيرة. ففي أي دولة لا يستطيع الفرد أن يدفع فاتورة الكهرباء دفعة واحدة فهذا يدل على أن هناك خللا اجتماعيا. وكذلك يدل على أن هناك تناقصا حادا في الطبقة الوسطى والتي تعتبر ركيزة المجتمع. في أي دولة لا يستطيع الفرد أن يدفع فاتورة الكهرباء دفعة واحدة فهذا يدل على أن هناك خللا اجتماعيا. وكذلك يدل على أن هناك تناقصا حادا في الطبقة الوسطى والتي تعتبر ركيزة المجتمع.و الآن أريد أن أطرح أسئلة على المجتمع وليس على شركة الكهرباء. والسؤال الأول هو. ما الذي يجبر موظف شركة كهرباء سكيكو على تقسيط فاتورته؟. فإن كان موظف في شركة كهرباء رواتبها تعتبر مرتفعة مقارنة مع الدخل العام للفرد السعودي لا يستطيع دفع فاتورته كاملة, فكيف بمن يعملون كموظفين بسطاء برواتب متدنية؟. والسؤال الثاني للمجتمع هو, لماذا قررت شركة الكهرباء إعطاء الموافقة على إمكانية المواطن على تقسيط فاتورته؟. هل لأننا فشلنا في عمليات الترشيد أم أن الشركة لاحظت أن هناك أناسا من الواضح أنهم لا يستطيعون تسديد فواتير الصيف ولذلك قرروا إعطاء المواطن فرصة التقسيط. والسؤال الثالث للمجتمع هو...ما الذي جعل المواطن السعودي لا يستطيع دفع فاتورة الكهرباء دفعة واحدة. فهل لأن لدينا فقرا ولا نريد أن نعترف أنه موجود؟. والسؤال الأخير للمجتمع وهو...هل فواتير الكهرباء لدينا عالية؟. فإن كان الجواب لا. فلا داعي للتقسيط ولا يوجد عذر للشركة أن تعفي أحدا من دفع الفواتير فالكل يجب أن يدفع. وإن كان الجواب نعم فلماذا لا يتم وضع سقف أدنى وسقف أعلى للاستهلاك لمن لا يستطيع الدفع من الطبقة الفقيرة وتدفع الشركة الفرق. [email protected]