استعاد ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة الجمعة أجواء احتفالية غابت عنه منذ فترة فيما سُمي احتفالية «في حب مصر» حيث تجمع ما يزيد على20 ألف مصري للمرة الأولى في قلب الميدان منذ فض الاعتصام فيه قبل نحو أسبوعين. ودُعي عدد من الطرق الصوفية المصرية للاحتفالية وشارك فيها عدد من الأحزاب والحركات السياسية كان أبرزها حركة شباب 6 أبريل وحدّد موعدها في الفترة بين صلاة المغرب وصلاة الفجر بتوقيت القاهرة حيث بدأت بإفطار جماعي وصلاة المغرب والعشاء والتراويح وانتهت بسحور جماعي وصلاة الفجر. بينما رفضت أحزاب وقوى سياسية عدة الاحتفالية واعتبرتها خروجاً على الشرعية وبينها المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذي طالب أتباعه بعدم المشاركة فيها في حين اعتبرتها الحركة السلفية في مصر محاولة لاستعراض القوة. وبدأت الاحتفالية الأولى في شهر رمضان بافتراش عدة مئات من الأشخاص الأرصفة قبيل أذان المغرب للإفطار في جماعات ثم أداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح لتبدأ بعدها احتفالية فنية صوفية من على منصة وحيدة تمت إقامتها بالميدان في مواجهة الحديقة الوسطى فيه التي امتلأت عن آخرها بعناصر الشرطة والجيش التي حذرت من الإقدام على اقتحام الحديقة التي كانت في السابق مركزاً للاعتصام. وطافت مسيرة تحمل علم مصر بطول 15 متراً الميدان مرات عدة طيلة الليلة تهتف بهتافات حماسية بينها «يسقط يسقط حكم العسكر» و»أنا رجعت التحرير علشان مش حاسس بالتغيير» مع التكرار دائماً أن المسيرة والاحتفالية «سلمية». بدأت الاحتفالية الأولى في شهر رمضان بافتراش عدة مئات من الأشخاص الأرصفة قبيل أذان المغرب للإفطار في جماعات ثم أداء صلاة المغرب والعشاء والتراويح لتبدأ بعدها احتفالية فنية من على منصة وحيدة تمت إقامتها بالميدان في مواجهة الحديقة الوسطى فيه التي امتلأت عن آخرها بعناصر الشرطة والجيش التي حذرت من الإقدام على اقتحام الحديقة التي كانت في السابق مركزاً للاعتصام. وشهدت فقرة المطرب الشاب رامي عصام أحد أبرز مطربي الثورة المصرية إقبالاً واسعاً من الحاضرين الذين ردّدوا معه عدداً من أغنياته التي بات يحفظها كل من شارك في الثورة وبينها «مدنية مدنية» و»يابو دبورة ونسر وكاب» و»المواطن نقط» و»الجيش العربي فين؟». لكن رامي عصام فاجأ الحاضرين بحديثه عن كونه أحد الثوار المصريين الذين تعرّضوا للاعتقال والتعذيب خلال الثورة خلال عملية أمنية لفض اعتصام في الميدان يوم 9 مارس الماضي قائلاً: إنه جهّز أغنية خصيصاً لمن اعتدوا عليه وعلى عشرات المصريين في هذا اليوم بعنوان «اضرب اضرب اضرب تاني» قائلاً إنه يقدّمها للمرة الأولى في ميدان التحرير للتأكيد على أن الثورة ما زالت مستمرة حتى تحقق كل مطالبها. وشارك في الاحتفالية فريق «ايجي ليونز» المكوّن من 4 شباب مصريين جاءوا خصيصاً من مدينة طنطا في دلتا مصر وقدّموا عدداً من أغانيهم التي تنتمي إلى أغاني «الراب» حديثة العهد في الشارع المصري والتي كان أبرزها بعنوان «ثورة» قدّموها باللغتين العربية والإنجليزية وسط تجاوب الحاضرين. وضمّت الاحتفالية فرقة صوفية اسمها «الغيطية» قدّمت عدداً من الأشعار والمدائح والرقصات الشهيرة التي يعرفها معظم المصريين بمشاركة ضاربي الدفوف وراقص «التنورة» الشهير الذي كان مثار إعجاب الجميع. بينما لم يتمكّن المنشد المصري الشهير الشيخ أحمد التوني من المشاركة في الاحتفالية من على المنصة حيث تم إخلاؤها مع حلول منتصف الليل ليقدّم مع فرقته التي جاءت خصيصاً من صعيد مصر عدداً من أشهر مدائحه في مقر دار النشر «ميريت» على بعد أمتار قليلة من قلب ميدان التحرير. وبينما انتهت الاحتفالية الفنية الصوفية مبكراً إلا أن المئات صمّموا على استكمال الليلة في الميدان وتناول سحور جماعي ثم صلاة الفجر قبل أن ينصرف الجميع تنفيذاً لاتفاق سابق بعدم الاعتصام في الميدان خلال شهر رمضان.