لا وصف أقل من المبادرة الشجاعة التى يجب على الجميع الاحتذاء بها ، وهناك الكثير من الدلالات التي تحملها في جوهرها ، إذ كيف من الممكن أن نرى بسهولة مشاهد العنف والقتل والموت ونقف موقف المتفرج أو المشاهد ، إنه لحري بكل الاخوة العرب أن يسحبوا سفراءهم وممثليهم وكافة بعثاتهم الدبلوماسية لسحب شرعية الاعتراف بهذا النظام الوحشي الذي يبيد بني وطنه .. هكذا كان أيمن محمود عضو ائتلاف اتحاد الثوار العرب يتحدث عن رؤيته لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في سحب السفير السعودي من دمشق. فأمام السفارة السورية بحي الدقي التابع لمحافظة الجيزة كان المئات من الشباب المصري يتظاهرون أمام السفارة ، في المساء ، وبينما كانت السفارة مظلمة من الداخل والخارج كانت حماسة الشباب تدعو الى اتخاذ موقف قاطع من النظام السورى احتجاجا على المجازر التى لا تحتاج الى محلل على شاشات الفضائيات فهى تعبر عن نفسها وعما وصل اليه النظام السورى من تردٍ . وتلى الشباب بيانا طالبوا فيه بوقف كافة اشكال التعامل أو التعاون مع نظام بشار الأسد كما طالبوا المجلس العسكري في مصر وبقية الدول العربية بسحب السفراء من سوريا ، وانتقد بعضهم هذا الانتظار الطويل من جانب مصر لاتخاذ قرار مماثل لهذا الامر ورأى أخرون أن الجامعة العربية كان لزاما عليها أن تتخذ موقفا سريعا من الأزمة. وانتقد بعضهم هذا الانتظار الطويل من جانب مصر لاتخاذ قرار مماثل لهذا الامر ورأى أخرون أن الجامعة العربية كان لزاما عليها أن تتخذ موقفا سريعا من الأزمة. وقال احمد رياض غنام عضو اللجنة الاستشارية الوطنية للتغيير فى سوريا والمتحدث باسمها ل «اليوم»: باسم الهيئة وباسم الشعب السوري نتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه المشرفة والشجاعة، «هذا الموقف لجلالته نزل كالبرد على النار ونعلن أننا كنا نتفهم صمت الملك قبل حديثه هذا ، انه كان صمت العاقل المتأمل للتغيير، ثم جاء الصوت المرتفع من جلالته مدويا للمجتمع الدولي ولكل شريف لكي يتقدم بمواقفه ويطور هذه المواقف من اجل وقف هدر الدماء فى سوريا، لقد وقف مع الحق ووقف مع الشعب السوري ولم يتخل عن هذه المواقف الشريفة، كل الحب للعاهل السعودي وللشعب السعودي. كما ثمن العديد من القوى والائتلافات فى مصر موقف خادم الحرمين وانتشرت دعوات على المواقع الإلكترونية حول هذا الشأن. وعبر طارق فهمى استاذ العلوم السياسية والخبير فى مركز دراسات الشرق الاوسط عن أنه كانت هناك خطوات حميمية من جانب المملكة لتدارك الأوضاع في مهدها لكن يبدو أن الاسد لم يكن ينصت لصوت الحكمة والعقل فخسر الصديق ، ولكن الأهم أنه حينما يخسر المملكة العربية السعودية فإنه خسر الصديق الاهم استراتيجيا واصبح يفتقد الكثير من أوراقه على المستويين العربي والاسلامي.