في الوقت الذي رأى فيه «خالد»، أن خير وسيلة لعقاب زوجته، هو هجرانها، وعدم السؤال عنها، شريطة أن تبقى على ذمته، فضل «عبد الرحمن»، أن يعاقب زوجته، بهجرانها، والاحتفاظ بأوراقها الثبوتية الخاصة بها وبأبنائه، حتى لا تستطيع مراجعة أي دائرة حكومية، إلا بعد الرجوع إليه واستئذانه»، على الطرف الآخر، هجر «عبدالله» زوجته، وترك لها حفنة من الأبناء، لا تقدر على رعايتهم وتربيتهم، أو حتى الحصول على مساعدة من الجمعيات الخيرية، والسبب أنها غير مطلقة، وليس لديها ما يثبت هجران زوجها لها.. هذه عينات ممن هجرهن أزواجهن، دون سابق إنذار، فيقعن وأبناؤهن ضحية الفقر والحاجة وقلة الحيلة.. ويبقى الزوج هارباً مستمتعاً بعذابهم. معاناة كبيرة تواججها المرأة التي هجرها زوجها (اليوم) 15 عاماً وتفكر سميرة الخليفي، التي هجرها زوجها، قبل عامين، في مستقبل أبنائها الخمسة، وتقول: «تخلى عني زوجي دون سابق إنذار، وهجرني بعد عشرة زوجية، قاربت على 15 عاماً، وتركني وأبناءه نواجه مصيرنا بمفردنا، ولم يفكر في يوم من الأيام أن يسأل عنا وعن أحوالنا، وكيف نواجه الحياة»، مضيفة «اقترن زوجي بامرأة أخرى، حتى أنه لا يقدم لنا أي مساعدة، حتى السؤال عن أحوالنا ومعيشتنا لا يخطر على باله»، مضيفة «حاولت في يوم من الأيام معرفة الأسباب التي دعته لهجراني بعد هذه العشرة، وقررت الاتصال به مرات عدة، ولكن دون فائدة»، موضحة «تمنيت أن أسمع كلمة واحدة منه، يعلن فيها أنه غير مسئول عنا، وعلي أن أدبر شئون أبنائي بنفسي، حتى أرتاح نفسياً، ولا أفكر في جمع الشمل بيننا من جديد»، ولكنها سرعان ما تسأل نفسها «كيف لي رعاية أبنائي الخمسة، وأنا مكتوفة اليدين، لا أقدر على تقديم طلب مساعدة، إلا بعد أخذ موافقته الشخصية، علماً أنه لا يعرف شيئاً عنا». ساءت أحوالي، وتراجع مستواي المعيشي، وعندما تقدمت إلى مكتب الضمان الاجتماعي بطلب مساعدة لي، رفض بداعي أنني غير مطلقة، وطالبني بضرورة إحضار صك هجران مكان مجهول وطرقت ابتسام الزنان، التي هجرها زوجها منذ فترة طويلة، أبواب الجمعيات الخيرية، ومنازل أهل الخير، لعلها تجد من يساعدها، وتقول: «بعد أن تركني زوجي، وذهب لمكان مجهول في منطقة بعيدة عنا، وتقطعت بنا السبل، في الوصول إليه، حيث خرج من البيت منذ ثلاث سنوات، والى يومنا هذا لم يعد، ولا نعلم عنه شيئاً». وتتابع الزنان «ساءت أحوالي، وتراجع مستواي المعيشي، وعندما تقدمت إلى مكتب الضمان الاجتماعي بطلب تقديم مساعدة لي رفض، بداعي أنني غير مطلقة، وطالبني بضرورة إحضار صك هجران، يفيد تخلي زوجي عن رعايتي»، موضحة «لم أتمكن من إحضار هذا الصك، فزوجي غير موجود، وحاولت مرات عدة إحضاره للمحكمة، ومقابلة القاضي، كخطوة لابد منها، لإصدار الصك، ولكن لم أتمكن»، موجهة سؤالها لمكتب الضمان الاجتماعي «كيف لي أن أثبت هجرانه لي من أجل الحصول على مساعدة تعينني على مواجهة ظروف الحياة القاسية، هذا ظلم بين، ولابد من تغيير الأنظمة المعمول بها». بيت أهلي وتحكي مريم الغامدي قصتها مع الهجران «تركني زوجي بعد أن تزوج من امرأة أخرى، منذ ما يقارب عام، ومنذ الهجران، بات لا يسأل عني أو عن ولده، وتركنا في بيت أهلي»، مبينة السبب في «نشوب خلاف بينه وبين أخي، وصرت أنا الضحية، التي لا حول لها ولا قوة، وعندما حاولت التقرب إليه، وإنهاء القطعية بيننا، رفض كل المحاولات، وهددني أكثر من مرة بأنه سيطلقني، إذا كررت إلحاحي عليه، فتوقفت عن هذا الأمر، على أمل أن يأتي اليوم، الذي يعود فيه إلي، وتنتهي المشكلة على خير».