ها قد مضى عام على رحيل أميرة الخير والإنسانية الأميرة سلطانة السديري والدة الأمير فهد بن سلمان رحمهما الله جميعاً والتي لاقت ربها بأفضل الشهور في شهر رمضان المبارك في العام الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض وكانت خير مثال للمرأة المؤمنة التي جرت عليها مشيئة الله بالابتلاء بالمرض وفقد فلذات كبدها الأمير فهد والأمير أحمد رحمهما الله، ومن أعظم المصائب فقد الأبناء فهو أشد البلاء وأقساه ولقد استقبلت أميرة الخير حكم الله وقضاءه بالرضا والإيمان والصبر محتسبة الثواب من الله على كل ما تمر به من فقد أبناء ومرض، لقد كان لأميرة الخير حضور قوي وفعال في المجتمع السعودي على المستويات الإنسانية والرسمية. لقد عرف عن الأميرة رحمها الله مواقفها الإنسانية التي يشهد بها القريب والبعيد وما كانت تقدمه من إحسان وعطف على الفقراء والمحتاجين. أميرة الخير يرحمها الله شخصية محبوبة وعطوفة يقول أحد الأيتام لم يزل في ذاكرتي موقف الأميرة سلطانة عندما أتيت إليها وأنا طفل بسن التاسعة وقامت الأميرة بعد تقبيلها لي بإعطائي جنيهات ذهب هدية لي وكانت تلك أول مرة أعطى بها شيء ثمين. إنها إنسانة تلتمس المشاعر بحنية وتدخل القلب مباشرة، لقد كبرت وكبر معي فضل ومعروف الأميرة أنا ووالدتي وإخوتي ولن أنسى تلك الإنسانة العظيمة ما حييت وستظل بقلبي وسينطلق لساني بالدعاء لها. هذا موقف ذكره يتيم وهناك الكثير والكثير ممن قدمت له الأميرة يد العون جعلها الله في ميزان حسناتها، ومواقفها الإنسانية لا تعد ولا تحصى. رحلت عن الدنيا الفانية وخلدت وراءها ذكرى عطرة وأيادي خير ممتدة عالقة في ذاكرة أبنائها ومحبيها وحاضرة في الذهن دائماً. تذكر فيدعى لها ويترحم عليها كل من عرفها. الأميرة سلطانة يفتقدها في هذا الشهر الكريم الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأبناؤها الأمراء سلطان وعبدالعزيز وفيصل وحصة وذووها ومعارفها. والمجتمع السعودي يفتقد حضورها ولكن روحها الطيبة عالقة في ذاكرتنا جميعاً. اللهم ارحم الأميرة سلطانة واجمعنا معها في جنات النعيم يا رب العالمين.