يجلب قسم صناعة المديد كثيرا من الاهتمام لدى زوار فعاليات صيف ارامكو السعودية في الظهران، وتعوّد "العم" احمد عبد رب الحسين خليل على نظرات المتابعة والفضول التي تحيط به كل يوم وهو منهمك في صناعة حصره الجديدة ، مع سيل من الأسئلة والاستفسارات تعود الرد عليها بصدر رحب وبهدوء يحسب له. ولم يستغرق الأمر طويلاً لنجاذبه أطراف الحديث عن عمله وحرفته التقليدية التي احتلت احدى زوايا مهرجان صيف ارامكو الحالي ، فيقول عن حرفته : أنتج العديد من الحصر الأنيقة والتي تناسب كل بيت ، ونعتمد في عملنا على نبات الاسل في صناعتها والذي نأتي به من تجمعات المياه التي توجد في بعض المناطق ، وبعد ذلك نجمعها ونضعها تحت الشمس لفترة تصل الى ثلاثة أسابيع تقريباً، حتى يتحول لون النبات الى الأبيض المصفر، بعدها نضعها في برميل كبير به ماء مغلي ونضيف بعض الألوان قبل أن نخرجها ونفرز الرديء منها واختيار الجيد منها لبدء الصناعة التي نستخدم فيها آلة خشبية مليئة بالثقوب ليتم التعامل مع الحبال التي تسمى الحف كما نريد . ويكمل ضيفنا حديثه بالقول: لا تجد صناعة المديد كثيرا من الإقبال والقبول من الغالبية الآن بسبب دخول المنافسة من الخارج عبر صناعات أحدث وأكثر تطوراً ، فلا أجد أحدا حالياً يعمل في هذه الصناعة، وهم معذورون لأنها غير مربحة مالياً ، نعم احصل على بعض المبالغ المالية من بيع منتجاتي ولكنها غير مغرية لغيري ، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ قرابة 50 عاما ، وليس لدي محل اعرض فيه ما اصنع فأضطر في أحيان كثيرة الى الذهاب الى سوق الخميس في القطيف لبيعها هناك، وهناك من يبحث عن منتجاتنا ويقتنيها إلا انهم في النهاية قليل، وأضاف أكثر ما يسعدني هو مشاركتي في المهرجانات السياحية فكانت لي مشاركات في الجنادرية والقطيف والآن صيف ارامكو التي مدت جسور التواصل مع شريحة اكبر من الجمهور وبعضهم من الأجانب وهو أمر جيد لنا ، ويساعد على تنمية هذه الصناعة رغم كل شيء.