يستقطب قسم صناعة المديد اهتمام الكثير من زوار فعاليات صيف أرامكو السعودية 2011 في الظهران. و تعوّد العم أحمد عبد رب الحسين خليل على نظرات المتابعة والفضول التي تحيط به كل يوم وهو منهمك في صناعة حصره الجديدة، مع سيل من الأسئلة والاستفسارات تعوّد الرد عليها بصدر رحب وبهدوء يحسب له. ولم يستغرق الأمر طويلاً لنجاذبه أطراف الحديث عن عمله وحرفته التقليدية التي احتلت إحدى زوايا مهرجان صيف أرامكو الحالي، وهو يقول عن حرفته: إنها جميلة و أنتج من خلالها العديد من الحصر الأنيقة و التي تناسب كل بيت، نحن نعتمد على نبات الأسل في صناعتها، ونأتي به من تجمعات المياه التي توجد في بعض المناطق رغم أنها أصبحت قليلة في وقتنا هذا، بعد ذلك نجمعها ونضعها تحت الشمس لفترة تصل الى ثلاثة أسابيع تقريباً، حتى يتحول لون النبات الى الأبيض المصفر، بعدها نضعها في برميل كبير به ماء مغلي ونضيف بعض الألوان قبل أن نخرجها و نفرز الرديء منها ونختار الجيد منها لبدء الصناعة التي نستخدم فيها آلة خشبية مليئة بالثقوب ليتم التعامل مع الحبال التي تسمى الحف كما نريد. ويكمل ضيفنا حديثه بالقول: لا تجد صناعة المديد الكثير من الإقبال والقبو ل من الغالبية الآن بسبب دخول المنافسة من الخارج عبر صناعات أحدث و أكثر تطوراً، فلا أجد أحدًا حالياً من يعمل في هذه الصناعة، وهم معذورون لأنها غير مربحة مالياً، نعم أحصل على بعض المبالغ المالية من بيع منتجاتي ولكنها غير مغرية لغيري، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ قرابة الخمسين سنة، و ليس لدي محل أعرض فيه ما اصنع فأضطر في أحيان كثيرة الى الذهاب لسوق الخميس في القطيف لبيعها للعامة، هناك من يبحث عن منتجاتنا ويقتنيها إلا انهم في النهاية قليلون في السوق، وأكثر ما يسعدني هو مشاركتي في المهرجانات السياحية، فكانت لي مشاركات في الجنادرية والقطيف والآن صيف أرامكو التي مدت جسور التواصل مع شريحة اكبر من الجمهور وبعضهم من الأجانب وهو أمر جيد لنا، ويساعد على تنمية هذه الصناعة رغم كل شيء. بعدها تركنا ضيفنا موظف وزارة الصحة السابق وصانع المديد الحالي ليكمل عمله، فيما تحلّق حوله بعض الزوار من الأجانب الذين اعتمدوا الابتسامة لغة التواصل مع العم أحمد، وكأنه يرحب بهم في زاويته التي حاصرتها بقية الصناعات من المهن الأخرى.