لم يعلم المواطن «س» أن الاستقرار سينعدم في حياته، وأن التشرد والضياع باتا يهددان أسرته المكونة من تسعة أفراد، بعد أن طُلب منه أن يغادر مسكنه في أقرب وقت، وإلا تعرض للطرد منه بالقوة الجبرية، وعندما طرق أبواب الجمعيات الخيرية، لم يجد أحداً يمد له يد العون، فتوجه ل«اليوم» راجياً أن يسمعه مسئول ما، ويتعاطف مع حالته. ويقول المواطن «س» أنه «موظف سابق في الجامعة، وبدأت مأساتي عندما طلبوا مني إخلاء المنزل الذي نعيش فيه، لأنه ملك ورثة، ويحتاجون له»، موضحاً «هذا المنزل آيل للسقوط، لا تتعدى مساحته 91 متراً»، متسائلاً والدموع تتساقط من عينيه «أين أذهب وأبنائي، فأنا أريد مكاناً أسكن فيه وأسرتي، فلا نملك قوت يومنا، ولا دواءً، ووضعنا المعيشي سيئ»، موضحاً «عندما تهطل الأمطار علينا شتاءً، نتعرض للخوف والرعب، فنخشى سقوط السقف علينا، فكما تلاحظون، حديد السقف ظاهر، وكتل الأسمنت من السقف تتساقط علينا، وأسلاك الكهرباء تعانق رؤوسنا، وتهددنا بالموت، لدرجة اننا نقوم بتوديع بعضنا بعضا في كل ليلة، فلا نعلم هل سنكون أحياء غداً أم أمواتا»، مؤكداً «طرقنا جميع الأبواب للبحث عن منزل جديد نسكن فيه، فالجميع تخلوا عنا»، موضحاً «نعيش بمكيفات هالكة، فالحر ضاق بنا، ونخرج لأي موقع بالبر، بحثاً عن أي نسمة هواء، بعيداً عن الأخشاب والصفيح الذي تملأ بيتنا»، مضيفاً «توجهنا للمكتب التعاوني بالعيون للبحث عن مواد غذائية، ولكن مسئول المكتب رفض مساعدتنا، وطرقت كل الأبواب بما فيها هيئة الإسكان، لكن دون فائدة، رغم اننا ضائعون وتائهون، ونحن على أبواب التشرد، لرغبة الورثة إخلاء المنزل بالقوة الجبرية، علماً بأن المنزل آيل للسقوط علينا». وتابع «بناتي لعدم مقدرتي على دفع مصاريف دراستهن لم يستطعن مواصلة الدراسة، وللأسف، طرقنا باب جمعية العيون الخيرية، ولكن رفضوا مساعدتنا، وقالوا ابحث لك عن منزل، وعليك دفع نصف الإيجار»، متسائلاً «كيف أدفع نصف الإيجار وأنا لا أعمل، ومن أين آتي بالمال وأنا عاجز»، مناشداً أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير «مساعدتي بسكن آمن لي ولأسرتي، حيث نعيش في منزل آراه قنبلة موقوتة سوف تنفجر بنا في أي لحظة، نبحث عن الستر، فلا راتب شهري ولا أكل ولا مكان آمن نسكن به، وزوجتي لديها شهادة البكالوريوس ولا تعمل، وأبنائي الأولاد يدرسون، حتى يكونوا سنداً لنا في المستقبل».