تتقدم الأمم وتزدهر الحضارات وينهض الإقتصاد في دول العالم المتقدم نتيجة لما يبذله أبناء الشعب في عملهم بتفان وجهد وتخطيط وإدارة كلاً في مجال نشاطه وتخصصه سواء كان مسئولاً أو موظفاً أو عاملاً، بل حتى عندما يتم تنفيذ عمل أو مسئولية مؤقته يكون أداؤها بصورة صحيحة وبمهنية عالية. وبهذه المبادىء والمعطيات الراقية تحققت النهضة ورفاهية الشعوب ولذلك أخذت دولهم موقعاً متقدماً وسيادياً في هذا العالم الذي تتنافس فيه الأمم للنجاح والتقدم. خصوصاً في عالمنا الحالي الذي يشتد فيه التدافع والصراع الإقتصادي بين الدول التي تسعى جميعها لتنمية وتطوير دولها وشعوبها في كافة المجالات سواء الإقتصادية أو الصناعية أو العمرانية. هناك أسباب متعددة وكثيرة نتج عنها تقصير الموظف في عمله وعدم اهتمامه بالمسئولية التي يتولاها، وهذا صحيح ولكن ليس في كل الحالات والمواقع كذلك إذا كان هناك تقصير أو خطأ معين، لماذا يقابل بخطأ أو تقصير بالمثل خصوصاً أن المتضرر هو الوطن. أن إحترام العمل بما يتضمنه من نظام وواجبات ومسئوليات ينقصنا كثيراً في المملكة العربية السعودية (إلا من رحم الله) حيث نرى التسيب الوظيفي وعدم الشعور بالمسئولية وكثرة الأخطاء والتجاوزات النظامية والعديد من الإشكالات التي لا تخفى على كل مواطن يعايش هذا الواقع الغير صحي بصفة يومية وفي العديد من الإدارات والمصالح الحكومية أو الشبه حكومية وحتى القطاع الخاص في الشركات والمؤسسات، لأن الخلل والعيب واحد وهو في الموظف نفسه واحترامه وتقديره للعمل الذي يقوم فيه وهو مسئول عنه. ومن الطبيعي أن يقول القائل أن هناك أسباب متعددة وكثيرة نتج عنها تقصير الموظف في عمله وعدم اهتمامه بالمسئولية التي يتولاها، وهذا صحيح ولكن ليس في كل الحالات والمواقع كذلك إذا كان هناك تقصير أو خطأ معين، لماذا يقابل بخطأ أو تقصير بالمثل خصوصاً أن المتضرر هو الوطن. إن تطور ونهضة بلادنا الغالية لن تكون حقيقة إلا بسواعد أبنائها بما يحملونه من معرفه وحب وإخلاص للعمل وحتى يكون كل فرد شخصياً يشعر بكامل المسئولية ومستعد ذاتياً لبذل الجهد المضاعف لتحقيق الهدف الذي نعمل جميعاً من أجله، ألا وهو تطور وإزدهار شعبنا وبلادنا حتى نكون محل تقدير وإكبار من الأجيال القادمة التي ستقيس ما تحقق في هذه المرحلة من حياة الأمة ، وهذا الأمر لا يأتي إلا عندما نشعر جميعاً باحترام العمل مهما كانت درجته أو طبيعته أو موقعه ..... وإلى الأمام يا بلادي.