هذا المقال لن يعجب البعض ممن يعتقدون أن أية فكرة تدور حول تثقيف النفس خارج دائرة المتعارف عليه هي خروج عن العادات والتقاليد وحتى الدين. ومع ذلك أقول: إن شبابنا يفتقد كل أدوات تثقيف النفس وتدريبها على الانفتاح والإبداع. لا نقبل أن يتدرب أحد أطفالنا على أي نوع من أنواع الفنون ولا نوفّر له البيئة المناسبة للرسم أو النحت وليس لدينا مكتبات لنساعد أبناءنا على القراءة والبحث. أما السينما فهي قضية لا يريد أحد فتح النقاش حولها رغم أن في بيوتنا ملايين الصحون اللاقطة وأجهزة التلفزيون التي أصبح من المستحيل الاستغناء عنها أو حتى مراقبة ما يبث فيها وفي ذلك تناقض ونفاق اجتماعي. مشكلتنا أننا لا نبدع في الأفكار التي تساعد الشباب ونظل ندور مع "ناعورة" تأخذنا للأعلى والأسفل لكنها لا تقدّمنا خطوة واحدة للأمام. الأمانات وإدارات التعليم بحاجة لجهود مضاعفة لتهيئة المناخ المناسب لخلق الإبداع. فالأمانات تملك الواجهات البحرية والمنتزهات والتي يمكن تخصيص أجزاء صغيرة جدا منها لتشييد قاعات للرسم والتصوير وإقامة الأمسيات الشعرية. أما التربية فهي القادرة على اكتشاف المواهب ومن ثم تشجيعها ورعايتها وتقديم الحوافز لها. فمن المؤلم أن نتحدث عن وطننا بعيدا عن الإبداع والانفتاح والمواهب . ولكم تحياتي. [email protected]