الصيف له وضع آخر، بمجرد أن يدق الأبواب حتى يتأهب الجميع استعدادا للإجازة هربا من الحر والرطوبة، وتخلو الدوائر الحكومية من موظفيها وإن لم تخل من مراجعيها، ومراجعو الصيف لهم قصة أخرى، فهم الذين كتب لهم البقاء طوال الصيف.. «بلا مصيف ولا وناسة»، قضوا أيام الصيف لمراجعة الدوائر الحكومية لإنجاز معاملاتهم المؤجلة، ارتضوا بالطوابير، والعرق، والحر ووعود الموظفين التي تشبه السمن الذي يسيح مع شروق الشمس. «اليوم» دارت على الدوائر الحكومية ورسمت صورة بالقلم لمعاناة مراجعي الصيف واختلط الحبر بحبات العرق في صورة ربما تكون قديمة، او متكررة كل عام، فما نكتبه في هذا الملف قد يكون معادا، لأن المشاكل نفسها لم تحل، والوجوه نفسها لم تتطور إلا قليلا! كانت المحطة الثانية في مكتب العمل، حيث قال المواطن جابر الخالدي إن أعطال الحاسب تشكل أزمة دائمة في مكتب العمل منذ سنوات وقد قمت في أحد الأيام بمراجعة المكتب، وبعد أن وقفت أكثر من ساعة في الطابور حتى وصلت الى الشباك ليفاجئني الموظف أن الحاسب تعطل ومن المحتمل ان تعاود الخدمة بعد صلاة الظهر ولكنها لم تعد وضاع مني دوام يوم ، وأشار الي ان من أبرز المشاكل أيضا عدم كفاية الموظفين ونقص تدريبهم وهناك شبابيك مغلقة ولا يبالي الموظفون بموعد فتح الشباك وإغلاقه ، لإن كل ذلك مرتبط بمزاج موظف الاستقبال ، وتساءل ، لماذا يفصل مكتب الاستقدام عن مكتب العمل مع العلم أن الإدارة واحدة ؟ ! أقسام مكتب الاستقدام مغلقة بأرقام سرية أما بندر الشمسي فيقول إن هذا أول يوم يراجع فيه مكتب العمل ولم يلحظ على موظفي المكتب سوى تحويله من موظف الى آخر ، ويضيف انه جاء يبحث عن وظيفة على حسب الخبرة المتوفرة معه وبعد دخوله الى مكتب العمل فوجئ بأن هناك أفواجا من الشباب يبحثون عن وظائف بعد أن كان يظن أنه الوحيد الذي يبحث عن تلك الوظيفة وبعد أن تقدم ووصل به الدور تم توجيهه على الشباك الآخر إلا أن هذا الآخر لم يستقبل ملفه وأرسله على شباك ثالث والذي وجهه باستكمال الملف والرجوع له مرة أخرى. أما جاسم الجاسم فقال إنه تقدم بطلب 5 تأشيرات بعد أن استخرج رخصة بناء وبعد أن استقر به الأمر واستخراج رخصة محل بناء بعد مراجعات أسابيع بين الدوائر واستكمال طلبات رخصة المحل ، يضيف: على الفور قمت بتقديمها الى مكتب العمل لاستخراج 5 تأشيرات لحاجتي الماسة لهم ولكن للأسف المكتب لم يوافق إلا على تأشيرة واحدة فقط متسائلا هل يغلق مشروعه أم ماذا ؟.. وقال: «أقسام موظفي مكتب الاستقدام مغلقة بأرقام سرية وكأنه بنك ولا يسمح لك بالدخول أو التظلم أو الشكوى «كما لا يوجد مواقف كافية للمراجعين خارج المبنى مما يعرضنا وسياراتنا للخطر ، وقال أخيرا : « هناك رائحة كريهة داخل صالة المراجعين خصوصا الصباح، متسائلا: «لماذا لا يكون هناك اهتمام من قبل المكتب بنظافة مكتب العمل» كما لا يوجد مسجد بمكتب العمل وتجد الموظفين يصلون الظهر بمنتصف الصالة بالدور الثاني بعد وضع حواجز عشوائية مع العلم أن هناك مراجعين كثراً لايجدون مكانا للجلوس. طلاب العمل الصيفي ضائعون وقال مراجعون :»هناك تأخير لهم من قبل احد الموظفين بالمكتب ولاستماراتهم التي تمت الموافقة عليها من قبل الشركة لاستقبال الطلاب الصيفيين إلا ان مكتب العمل وحتى الآن لم ينه ذلك ومن المفترض ان نكون الآن بالعمل. واقترحوا ان يكون هناك تنسيق بين مكتب العمل والمنشأة دون دخول طالب الوظيفة في دهاليز الطرفين وبعد الانتهاء والاتفاق بينهما يتم الاتصال على طالب الوظيفة. وشكا طالب آخر من سوء التنظيم والتعامل مع طالب التوظيف الصيفي حيث لا توجد متابعة لنا في مواقع العمل ،مضيفا : ان العام تم توزيعه مع زملاء آخرين للعمل بأحد المصانع براتب 1500 ريال ولكنه فوجئ بأن المكافأة قلت الى 1000 ريال وللاسف لن نجد من نشتكي إليه وأخشى من تكرار هذا الامر هذا العام .! عشوائية في المواقف (اليوم) القسم النسائي ومشكلة «نطاقات» في حين قالت فتاة كانت تقف امام مكتب العمل انها لا تعرف كيفية التصرف رغم انهم قالوا ونشروا عن وجود موظفات تستقبل المراجعات مشيرة: انها جاءت تستفسر عن العمل الصيفي للطالبات في المشاغل النسائية والمشاريع النسائية وطالبت باهتمام أكثر بالقسم النسائي وضرورة وجود من يساعد ويدعم العمل الصيفي للطالبات ، أيمن الشحات مصري الجنسية أكد على ان مكتب العمل لن يحل أي مشكلة تصل إليه بل يقوم بتأجيجها حيث انه من المفترض من مكتب العمل ان يحلها لا يثيرها.وبين ايمن ان معاملته في مكتب العمل منذ 6 أشهر لتغيير الكفيل ، حيث تبين أنه لا يملك مؤسسة ، وأنه يتاجر في التأشيرات ، ثم جاء موضوع « نطاقات « وعقد الأمر أكثر وأكثر ، فأنا حاليا أمشي بإقامة منتهية ، حتى يتم العثور على الكفيل ونقل كفالتي إلى مكان آخر ، وأكد أيمن ان هناك من يساعد الكفيل المخالف بدون انصاف ولا تجد هناك مسئولا بالمكتب يحاسب مثل هؤلاء الموظفين. شركات مخالفة ولا تفتيش وطالب محمد الحملي المسئولين في مكتب العمل بالنظر الى بعض موظفيهم والذين لايتواجدون بمكاتبهم وقال : «إن معاملتي لدى موظف بقسم التفتيش وعند مراجعتي له هذا اليوم أبلغوني أن الموظف ليس موجودا وخرج وسوف يعود فيما بعد وحاولت البحث عن المعاملة وإنهائها من موظف آخر إلا أنني منعت من ذلك حتى يأتي الموظف المختص لإنهائها هو بنفسه وسوف انتظر حتى موعد تشريف موظف التفتيش بالسلامة». اما حيدر حيدر من طلاب الصيف فقال إنه وجد وظائف براتب 1000 ريال، ولكن الشركة طلبت منه ملء الاستمارة وإبلاغ مكتب العمل بذلك ومكتب العمل بدوره طالبني باحضار الهوية الوطنية وها أنا أحضرتها ولم تنته معاملتي بعد ، وقال للأسف لا يوجد برامج واضحة لتأهيل الشباب السعودي أو حتى توظيفهم ، وهناك فشل واضح لتوظيف الشباب وان تم توظيفهم يتم التخلي عنهم بأشهر قليلة أي أن الوظيفة مؤقتة ، كما لا توجد زيارات ميدانية على الشركات المخالفة لنظام السعودة أو لنظام العمل والعمال ولم نشاهد تفتيشا من يوم أن عملت في السنوات السابقة مع العلم أن الشركة التي يعمل بها زملائي بها مخالفات كثيرة وتم إبلاغ مكتب العمل عن ذلك.