فن الماريونيت عرفه الإنسان منذ آلاف السنين منذ الحضارة اليونانية والفرعونية، حيث بدأ باستخدام الأقنعة والأقدام الخشبية ثم ظهر في مصر بالأقنعة التي تمثل الخير والشر وشهدت مصر عودة هذا الفن مع إنشاء مسرح العرائس في الستينات. ويعتبر فن «الماريونيت» من الفنون المكلفة حيث يحتاج مسرح العرائس إلى إنشاءات وإضاءة خاصة، بالإضافة إلى دمية «الماريونيت» والتي تعتبر الأكثر تكلفة بين جميع أنواع العرائس. وبعد غياب أكثر من أربعة عقود أعادت ساقية الصاوى عروض الماريونيت من خلال تجسيد سيدة الغناء العربي أم كلثوم وفرقتها الموسيقية لتشدو مجدداً ويسمى المشروع «أم كلثوم تعود من جديد» ليقدم عروضه في الخميس الأول من كل شهر كما كان الموعد المعتاد لأم كلثوم. وفي هذا اليوم يتوافد جمهور متنوع من الكبار والصغار على مسرح العرائس بساقية الصاوى، وتطفأ الأضواء ويقدم المذيع برنامج الحفل ويقدم للضيوف بطاقات تحوي كلمات الأغاني التي ستشدو بها أم كلثوم في تلك الليلة ثم تبدأ الموسيقى وتطل العروس الصغيرة وتبدأ الوصلة الغنائية وتنسى معها إنك أمام عروسة ماريونيت وهي تجربة فريدة من نوعها يقدمها «مسرح عرائس الساقية» منذ سبع سنوات ويقوم محمد فوزي بكار المدير الفني لمسرح العرائس بالساقية بتحريك عرائس الماريونيت في حفل أم كلثوم الشهري، ومعه 20محرك عرائس وهو عدد أعضاء الفرقة بالكامل، ويقول «بكار» إنه تخرج في كلية التربية الفنية وقام بصقل موهبته في تحريك وصناعة الدمى بالدراسة، ورغم عدم وجود أماكن أكاديمية لتعلم فن العرائس في مصر فإنه كان محظوظا عندما درس في «قسم الأشغال الفنية للفنون الشعبية» فن الماريونيت على يد الدكتور سعيد أبورية لمدة عامين.