بعد نجاح عرضه في فرانكفورت، واستقطابه الجمهور العربي والأجنبي، يستعد مخرج مسرح عرائس ساقية الصاوي أحمد عبد النعيم لجولة أوروبية، مع دميته الأشهر «أم كلثوم». ويوضح أن مشروع «أم كلثوم تعود من جديد» بدأ قبل ثلاث سنوات في مسرح ساقية الصاوي الذي يتسع ل 600 مشاهد، حيث تصدح أم كلثوم بأغانيها في الخميس الأول من كل شهر. وبعد نجاح حفلات أم كلثوم، قرر عبدالنعيم تقديم حفلات لكل من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب والنقشبندي وإسماعيل ياسين وفرقتي البيتلز، و«آبا». بدأ عبدالنعيم قبل ست سنوات بعروض لمسرح الأطفال، ومنها «الماسورة الكبيرة» التي تناقش قضية أطفال الشوارع من تأليف محمد عبد المنعم الصاوي وإخراجه. وقبل ثورة كانون الثاني (يناير)، لم يتطرق مسرح العرائس الى القضايا السياسية مطلقاً، ولكن بعد الثورة قُدّمت مسرحية سياسية من تأليف هيثم دبور وهي عبارة عن أوبريت غنائية عن كرة القدم فيه إسقاطات سياسية على الواقع المصري. ويوضح عبد النعيم أن مسرح العرائس لا يعتمد على الترفيه، بل يحاول مناقشة قضايا مهمة تؤثر في مصر والعالم العربي، كما أن هناك مسرحيات تحاول إيصال رسائل مهمة الى الطفل عن المهارات التي يتعامل بها في حياته العامة، وكيف بدأت هذه المهارات بدوافع المشاعر مثل مسرحية «جد جدي» التي تتحدث عن فترة العصر الحجري أيام الإنسان الأول. ويذكر عبد النعيم أن علاقته بالعرائس بدأت كهاوٍ في الجمعيات الأهلية، حين شارك في مشروع كبير للعرائس لعرضها على الأطفال في الشوارع والميادين العامة مثل الحاوي في التراث المصري. كما عمل مع عالم «سمسم». وحول المشاكل التي يعانيها مسرح العرائس يلفت إلى أنه لم يعد له بريق لأسباب عدة أهمها انتشار أفلام الكرتون وقنوات الأطفال، اضافة الى عدم وجود أكاديمية أو مدرسة متخصصة في فن العرائس. وليجذب عبدالنعيم الجمهور الى أعماله ويعرفه عليها، ينظم مهرجانات للأطفال مثل «مهرجان الشوكولاته» التي توزع عليهم لجذبهم الى هذا الفن. ولا يجد المخرج المصري صعوبة في التعامل مع أعماله، انما تكمن المشكلة الكبرى في تأمين الإنتاج والدعم المادي، اذ يحتاج إلى ورش للخياطة والخشب ومخزن لتخزين العرائس. ويملك في الساقية نحو 200 عروسة «مخزنة»، كما يعاونه نحو 20 عاملاً أهمهم سارة البطراوي الشهيرة بأم العرائس، ومحمد فوزي بكار.