ينقل فن الدمى المتحركة (أو عرائس الماريونت) جمهوره إلى عالم ساحر، ولا يحتاج في ذلك سوى إلى مجموعة من الخيوط والهياكل الخشبية المكسوة بالألوان المبهجة. لكن هذا الفن لم يحظ بالاهتمام الكافي في مصر، على مرّ سنوات طويلة، على رغم انتشاره وكثرة محبيه، ما دفع بمجموعة من الفنانين المستقلين وعشاق فن تحريك الدمى إلى توليف ما يسمى ب «الكيان المصري لمسرح العرائس المستقل - ماريونت». لطالما عانى مسرح الدمى من التجاهل والإهمال، ما أدى إلى عدم تطويره، على رغم أنه فن ذا طبيعة خاصة تجذب الأطفال والكبار أيضاً، كما يقول مؤسس «الكيان» محمد فوزي الذي يضيف أن «الهدف العام من الخطوة التنظيمية هو تطوير هذا الفن، والذي من خلاله يمكن تفعيل الدور الاجتماعي للشباب، وزيادة وعيه بحقوقه وواجباته، إضافة إلى غرس الفن كأداة للتعبير والمشاركة الفعالة». ويوضح أن «الكيان الحديث التأسيس، يسعى إلى تجميع محبي فن تحريك الدمى تحت مظلة واحدة، ويبتغي الاهتمام بشؤون هذا الفن والعاملين به، وتنمية المهارات الفردية في صناعة الدمى وتحريكها واستخدامها في نشر الوعي السياسي والاجتماعي، تفاعلاً مع أحداث ومطالب الثورة، باعتبارها من أكثر الفنون المسرحية جماهيرية وقبولاً لدى المصريين». ويعبر فوزي عن حلمه في بناء جسور مع فئات مختلفة من الجمهور المصري، «من أجل كسر التصور النمطي الذي يقصر جمهور مسرح الدمى المتحركة على الأطفال». ويسعى إلى وضع الأسس لبناء دراما تناسب فئات عمرية مختلفة، وتدعم تكوين فرق دمى متحركة مستقلة «يكون باستطاعتها إيجاد مساحات للإبداع والتنافس الصحي، علاوة على الإعداد لتنظيم ملتقى إبداعي مصري لمسرح الدمى المتحركة المستقل للمرة الأولى». وخلال الأشهر الماضية، عقد أعضاء «الكيان المصري لمسرح العرائس» عدداً من الجلسات للوقوف على المقترحات التطويرية التي من شأنها أن تضيف إلى هذا الفن، ومنها تقديم عروض فنية في محطات المترو للاقتراب من المواطنين البسطاء، وتنفيذ ورش للأطفال يتعلمون من خلالها صنع الدمى المتحركة. واقترح الفنان التشكيلي محمد أحمد الاهتمام بالشخصيات السينمائية ونقلها إلى مسرح الدمى، ومن هذه الشخصيات «الشاويش عطية» و «أبو لمعة» اللذان ظهرا في بعض أفلام الفنان إسماعيل ياسين، إلى جانب دعوة خبراء في مسرح الدمى لتنمية مهارات المدربين والمتدربين في مصر وتبادل الخبرات.