خرجت مظاهرات الليلة قبل الماضية في كل من القدم ودوما والحجر الأسود في دمشق، وفي حمص ودير الزور والقامشلي والرستن تدعو لفك الحصار عن مدينة حماة. وتخضع مدينة حماة لإجراءات أمنية مشدّدة بعد أن شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة فيها، كما قطعت الكهرباء والمياه، فيما قال مصدر حقوقي إن حصيلة القتلى في المدينة وصل إلى 23 شخصاً. وقد نفذت حماة إضراباً عاماً، حيث أقفلت المحال التجارية وبدت الشوارع خالية وما زالت الدبابات متمركزة خارج مدينة حماة التي شهدت واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وقال أحد المقيمين في المدينة إن قوات الأمن تتمركز بصورة أساسية حول مقر حزب البعث ومقر قيادة الشرطة. اوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان النزوح تم «تحسباً من عملية عسكرية يخشى ان يقوم بها الجيش السوري» الذي يطوّق المدينة منذ الثلاثاء. كما اشار الناشط الى «سماع اطلاق نار على جسر مزيريب القريب من المدينة». التليفزيون السوري نقل عن مصدر مسؤول أن القوات السورية دخلت حماة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي شهدت عمليات قطع طرق وتخريب من قبل مجموعات مسلحة. وافاد ناشط حقوقي امس ان اكثر من مائة عائلة نزحت من حماة خشية ان تقوم السلطات السورية بعملية عسكرية غداة مقتل 23 شخصاً على الاقل في هذه المدينة التي يطوقها الجيش. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «ان اكثر من مائة عائلة نزحت من مدينة حماة باتجاه منطقة السلمية. واوضح ان النزوح تم «تحسباً من عملية عسكرية يخشى ان يقوم بها الجيش السوري» الذي يطوق المدينة منذ الثلاثاء. كما اشار الناشط الى «سماع اطلاق نار على جسر مزيريب القريب من المدينة». الى ذلك، قالت مصادر سورية «رفيعة المستوى» انه جرى تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى أجل غير مسمى «بهدف إفساح المجال أمام بلورة حياة سياسية تعددية استناداً للتشريعات الجديدة ومن بينها قانونا الانتخابات والأحزاب الجديدان». ونقلت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية امس عن المصادر قولها إن البرلمان الحالي سوف «ينعقد الشهر القادم وفق الأصول الدستورية التي تنص على انعقاده في حال عدم إجراء انتخابات وسيكون على عاتقه إقرار القوانين الجديدة (إن لم تقر قبل ذلك)، والتعديلات الدستورية وبينها المادة الثامنة من الدستور». يحكم حزب «البعث» سورية منذ عام 1963 بمشاركة حفنة من الأحزاب الصغيرة التي تدور في فلكه. ويقول مسئولو الحزب إن تعداد منتسبيه يصل إلى مليوني شخص. وأضافت «الوطن» المقربة من الحكومة السورية إن حزب البعث الحاكم في البلاد «يجري حوارات داخلية.. ويستعد للتأقلم مع المتغيّرات» بحيث يصبح الحزب كغيره، وفق القوانين الجديدة، جزءاً من الحراك السياسي العام. وأوضحت المصادر أن الحوارات داخل البعث ستتوّج بانعقاد مؤتمر قطري تنتخب فيه لجنة مركزية وقيادة قطرية جديدة. من جهته، نفى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسورية رياض شقفة اتهامات النظام لجماعته بتسيير جماعات مسلحة لإرهاب الأهالي ببعض المحافظات السورية واختطاف الحراك السلمي للثورة وقيادة المجتمع السوري نحو الطائفية. وقال شقفة، المقيم في أوروبا، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاهرة: «لا صحة لما نُشر من تصريحات لي تشير إلى أن «الإخوان» هم من يقود المظاهرات ضد النظام وهم القادرون على إسقاطه. نحن ندعم الحراك سياسياً وإعلامياً، ولكن ليس لدينا تنظيم بالداخل حتى نقود الحراك». وتابع: «الشعب السوري كله مصمّم على سلمية الثورة وعلى رفض الطائفية. بالطبع النظام حاول أن يستخدم ملف الطائفية في دعايته ووسائله حيث حاول تخويف العلويين من الإخوان ومن الحمويين، كما أنزل بعض الشبيحة لإشعال الأوضاع في اللاذقية وبانياس ولكن الشعب في كل سورية لم تنطل عليه كل تلك المحاولات». وأكد شقفة أن «الإخوان» بسورية «طلاب إصلاح وتغيير»، متوقعاً أن يسقط النظام «إما بانقلاب عسكري أو عبر استمرار الثورة الشعبية». وقال: «في ظل المطالبات المتزايدة بإسقاط النظام، فإن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط إما عبر انقلاب عسكري يقوم به بعض الضباط ضد أسرة الأسد أو عبر استمرار وتصاعد الثورة الشعبية ضده». ولفت شقفة إلى أن الثورات العربية ساهمت في تخفيف وهج فزاعة الغرب من الإخوان، وقال: «الغرب الآن يريد أن يسمع أفكار الإخوان من الإخوان أنفسهم وليس من الحكام الديكتاتوريين الذين أوهموهم بأن الإخوان إذا حكموا سيشيّدون مجتمعاً دينياً ويضغطون على الناس». وحول الأسباب التي أدت إلى انتهاء شهر العسل بين إخوان سورية وتيار المقاومة بالمنطقة بقيادة حزب الله اللبناني، رغم وجود شبه اتفاق غير معلن بينهما في الماضي على محاربة إسرائيل والأنظمة العربية الداعمة لوجودها في المنطقة، أجاب شقفة:»حزب الله لم يتفرغ للمعركة مع إسرائيل، حزب الله متفرّغ الآن لدعم النظام السوري في قتله شعبه». وتابع: «الحقيقة أن حسن نصر لله أمين عام حزب الله فقد الكثير من سمعته وشعبيته في الشارع العربي نتيجة لموقفه هذا.