يعلم الله اني أستاء وأتالم وأتردّد جداً قبل تناول اي مرفق من مرافق بلادي بشيء من النقد، لكن أحيانا أجدني مضطراً خصوصاً اذا وجدت ان المستشفى الذي عقد عليه أهالي المنطقة الشرقية الآمال - بعد المولى «عز وجل» - يغرّد خارج السرب، ولا تعنيه أولويات منطقتنا الصحية من قريب أو من بعيد خصوصاً ان حُكمنا هذا لم يأت إلا بعد اكثر من ثلاث سنوات من تسلم الادارة الجديدة للمستشفى، فأنا أمام خيار واحد لا ثاني له وهو ان اصدح بالرأي عندما لا أجد من يقول كلمة الحق، فالمنطقة الشرقية موطني الذي نشأت وتربيت فيه واذا مرضت اريد ان اتعالج فيه ويتعالج فيه ابنائي من بعدي، لذلك فإن صحة المنطقة هي هاجسي ومحور اهتمامي ولا مجال للمساومة فيه. معالي وزير الصحة الموقر.. أرجو ان تسمح لي باستقطاع وقت يسير من وقتكم الثمين وأخبرك بما يدور في مجالس اهالي المنطقة الشرقية، ولماذا يرون ان هذا المستشفى لا يفي ولا يواكب تطلعاتهم وآمالهم بعد طول انتظار، أولا: عندما تم تدشين المستشفى ذكر وزير الصحة السابق ان المستشفى بسعة 633 سريراً والآن وبعد 6 سنوات من التشغيل فإن سعة المستشفى الفعلية هي 235 سرير، فأين الباقي؟!! لاسيما ان المنطقة تكبر وعدد السكان يزيد يوماً بعد يوم وبأشد الحاجة لزيادة عدد الأسرة لاسيما بعد هدم مبنى مستشفى الدمام المركزي، فلماذا عجز مستشفى الفهد التخصصي بالدمام عن ان يرفع من طاقته السريرية الى 633 سريراً، كما كان مخططاً له ليواكب حاجة المنطقة؟؟. عندما تم تدشين المستشفى ذكر وزير الصحة السابق ان المستشفى بسعة 633 سريراً والآن وبعد 6 سنوات من التشغيل فإن سعة المستشفى الفعلية هي 235 سريراً، فأين الباقي!! لاسيما ان المنطقة تكبر وعدد السكان يزيد يوماً بعد يوم وبأشد الحاجة لزيادة عدد الأسرّة لاسيما بعد هدم مبنى مستشفى الدمام المركزي. ثانياً: ان المرضى وعددهم بالآلاف من أبناء المنطقة الشرقية ما زالوا يراجعون المستشفيات التخصصية بالرياض وتصرف وزارة الصحة الملايين لتأمين تذاكر الطيران والمصروفات النثرية لتغطية كلفة سفرهم وإقامتهم في الرياض، فكم من الاموال نستطيع توفيرها لو استطعنا استيعاب هذه الاعداد من المرضى في مستشفى الفهد التخصصي بالدمام، فما هي المشكلة!! . ثالثاً: ما زالت الفرق الطبية من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض والى عهد قريب جداً وبصفة دورية تزور مجمع الدمام الطبي لإجراء العمليات الجراحية بل لديهم عيادة تخصصية يديرها اطباء من تخصصي الرياض!! هل هذا لأن مستشفى الفهد التخصصي بالدمام عاجز عن تقديم مثل هذه الخدمة؟؟. رابعاً: عدم تميّز المستوى المهني للمستشفى؛ لأن العديد من أطبائهم هم بالأصل أطباء مستشفى الدمام المركزي وبعضهم ذوو قدرات متواضعة. خامساً: تعثر قبول بعض المرضى للعلاج لأسباب غير منطقية. سادسا: استمرار بعض من يسيء لهذا المستشفى بتعاملهم الفظ مع المرضى في مواقعهم بالرغم من معرفة ادارة المستشفى بمشاكلهم. سابعاً: تدخلات بعض المسئولين في وزارة الصحة في اعمال المستشفى الفنية. معالي الوزير: ان إدارة مستشفى الفهد التخصصي بالدمام اتخذت خطوات غير موفقة، ففي الوقت الذي تكون فيه المنطقة بأشد الحاجة لمركز للعلاج التأهيلى التنويمي المتقدّم نجد ان ادارة المستشفى الحالية تناست حاجة المنطقة الصحية بل وقوّضت جهود الادارة السابقة في تطوير قسم التأهيل في المستشفى وغادر القسم الكفاءات المتخصصة في التأهيل وأنهت هذه الادارة على آمال مرضى المنطقة الشرقية المحتاجين للعلاج التأهيلي التنويمي، فكان الله بعونهم وعون أهاليهم، وعليهم أن يشدّوا الرحال إلى مراكز التأهيل خارج المنطقة (الرياض، الطائف، جدة) لتلقي العلاج التأهيلي الذي عادة ما يطول ولعدة أشهر. معالي الوزير.. مرضى العقم من ابناء المنطقة الشرقية يناشدونكم ويلحّون عليكم بأن تنهوا معاناتهم وان تأمروا بإنشاء مركز لعلاج العقم في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام بعد ان عجزت صحة الشرقية عن ان توفّر هذه الخدمة على مدى الثلاثين سنة السابقة وتريحوهم من عناء السفر الى الرياض والقصيم لتلقي العلاج وبقائهم خارج منطقتهم لفترات طويلة. معالي الوزير.. اهالي المنطقة الشرقية مغيّبون تماماً عن مشروع مدينة الملك خالد الطبية ولا يدرون ما إذا كانت ستنتهي في عام 2015م كما يسمعون، ام سننتظر سنين عديدة كما اعتدنا؟! وفي كلتا الحالتين فإن المتضرر الرئيسي من طول مدة تنفيذ المدينة الطبية هو مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام؛ لأن المدير العام التنفيذي غير متفرّغ للمستشفى ولا يُلام – كان الله في عونه - فهو مشغول بمشروع المدينة الطبية بينما المستشفى بحاجة الى مدير عام تنفيذي متفرّغ يرعى شئونه ويتخذ خطوات استثنائية وشجاعة للرفع من مستواه ليصل الى مستوى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.. لذا نطلب ونرجو من وزيرنا، سلمه الله، الا يثقل كاهل المدير العام التنفيذي بعبء مدينة الملك خالد الطبية او غيرها من المدن الطبية كما هو الحال الآن. ولنا عودة لمشروع المدينة الطبية الاسبوع المقبل ان شاء الله . [email protected]