دعوة خادم الحرمين الشريفين بقبول خريجي الثانوية العامة بالجامعات والكليات والمعاهد يجب أن تلتزم بها الجامعات وأن تأخذها بجدية لأن القبول بدأ وأعلنت أغلب الجامعات شروطها التي يراها البعض صعبة وفيها الكثير من التعجيز، والتعجيز يأتي في الحقيقة من النسبة المركبة التي تعتمدها وهي محصلة نتيجة الثانوية العامة واختبار القدرات إضافة إلى اختبار التحصيلي وكل جامعة تضع النسبة المركبة التي ترتئيها خصوصا فيما يتعلق بالكليات التنافسية وهي الطب والهندسة. لكن التجربة المريرة للأسر مع هذه الجامعات تتعدى هذه الكليات لتشمل كليات إنسانية ونظرية وكليات العلوم التي تؤهل المعلمين حيث نجد أنها تضع معدلات عالية من الصعب على الطلاب الدخول فيها وهذا ما حدث مع بعض الجامعات في الشرقية والرياض حيث تتخرج أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات ويخرجون في النهاية خالي الوفاض في القبول بمدنهم مما يلجئ أغلبهم إلى التقديم في جامعات مدن بعيدة بعضها في الغربية مثل مكة والمدينة أو المنطقة الجنوبية لأن شروط النسبة المركبة أقل. هي أزمة تعيشها الأسر بشكل سنوي مربك للآباء والأمهات ومحبط للأبناء مما يكون معه الحلم بعيد المنال ويحدث تسرب كبير للطلاب والطالبات وتزداد معدلات البطالة خصوصا أن المعاهد والكليات التي تمنح الدبلوم هي أيضا تضع شروطا صعبة تؤدي إلى التذمر. بكل صراحة الواقع التعليمي لا يخرّج طلابا مميزين لأنه يعتمد على التلقين والحفظ ولعل تصريحات المسؤولين في مركز القياس التي تؤكد بأن 80 بالمائة من الحاصلين على أعلى الدرجات هم من غير السعوديين خير دلالة على ضعف مخرجات التعليم العام وبالتالي يأتي الحصاد مخيبا للآمال. نأمل أن تأخذ وزارة التعليم العالي وإدارة الجامعات والكليات في المملكة توجيه خادم الحرمين الشريفين في اعتبارها وأن تزيد من مقاعدها في الكليات وألا تختلق الحجج بعدم قدرتها الاستيعابية بعد أن تم توفير ميزانيات كبيرة لها وأن تعيد رسم استراتيجيتها بروح وطنية وبمسؤولية أكبر وأن تساهم مع الدولة في إيجاد المنافذ المناسبة للاستفادة من الشباب والفتيات في جامعاتها وأن تعطيهم الفرصة لإثبات الوجود بدلا من أن تغلق الأبواب في وجوههم مثلما يحدث كل عام.