يستعد صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة لإدراج مسار المشاريع الحرفية، من خلال إقامة شراكات مع الجهات المهتمة بهذا الشأن، لاعتبار قطاع الحرف والمشغولات اليدوية لتحقيق الانتعاش في الناتج المحلي وتشجيع الاستثمار. برنامج لتطوير قدرات الحرفيات ومهاراتهن ولتشجيع الاستثمارات (اليوم) فقطاع الحرف سيشكّل مستقبلاً في بعض الدول نسبة 20 بالمائة من النشاط السياحي، بحسب نائب أمين عام الصندوق هناء الزهير والتي أضافت إن تجارة المنتجات الحرفية تنمو بشكل مطرد، في معظم الدول في العالم، وذلك لاعتمادها على كثافة العنصر البشري، ففي المملكة العربية السعودية، تشير دراسات رسمية إلى أنه أمكن حصر 200 بند من واردات المملكة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرف والصناعات اليدوية، لاعتبارها ميراثاً ثقافياً تتوارثه الأجيال، وهذا بمثابة رصيد حضاري يختزن إبداع الشعوب وعبقريتها، ويعبّر عن مستوى تفوّقها في مضمار الإنتاج الفني والصناعي مما يسهم في كسر معدلات البطالة، وتوفير فرص العمل المهنية التي تحتاج إلى أيدٍ عاملة متعددة. وعن مدة الفاعلية التي ستحققها المشاريع أكدت الزهير أنها تسهم في تطوير قدرات الحرفيات ومهاراتهن وتدريب الأجيال الناشئة وتشجيع الاستثمارات في الحرف اليدوية وزيادة مساهمتها في الإنتاج المحلي، وكل ذلك يتطلب تطوير وسائل التسويق والترويج للمنتجات الحرفية ضمن القنوات المتاحة، وتوفير فرص عمل والاستفادة القصوى من الخامات المحلية وحمايتها وتنميتها. وضمن السياق ذاته، يقيم صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة برنامج الريادة في القيادة، والذي يضمّ جملة من الدورات المتعلقة في القيادة وكيفية اكتساب المهارات الحوارية والتعبير، إضافة إلى عناصر تحليل المشكلات، وفن الإلقاء والخطابة والتعرّف على المهارات التطويرية لإحداث نقلة نوعية للأفراد حيث شاركت 30 فتاة في البرنامج، بحسب المشرفة على البرنامج أفنان البابطين والتي تؤكد أنه «حالياً يتم التنظيم إلى برنامج جديد مجاني للتعرّف على كيفية بدء المشاريع والتعامل مع السوق، وسيتم التعريف به مفصّلاً في وقت لاحق». واعتبرت أن «البدء في تنفيذ برامج للمشاريع الحرفية سيتضمن الخطة القادمة للصندوق، وهذا الأمر تم الإعداد له بشكل مسبق وحالياً في مرحلة التدرتيب والتنسيق والتعرّف على احتياجات السوق اللازمة وإمكانية توظيف المهارات الفردية». يُذكر ان دراسة بعنوان الصناعات السعودية التقليدية استثمار في السياحة الثقافية، أعدها د. فهد بن علي الحسين بقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي، كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وذكرت أن البيانات المقدّمة من منظمة السياحة العالمية أشارت الى أن هذا القطاع يستحوذ على نحو 20 بالمائة من سوق السياحة العالمية. وفي المقابل الاستثمار في الحرف التقليدية أصبح أداة أساسية في تنويع قاعدة الاستثمار الاقتصادي للدول، واستغلال الموارد الذاتية. من جانب آخر تؤكد الدراسة أن زيادة الطلب على قطاع الحرف التقليدية تنمو يوماً بعد آخر، وهذا بدوره خلق حافزاً لتطوّر سوق استثمار واعد، وهو سوق يلبي احتياجات متعددة، بدءاً من الإشباع المعرفي والترفيه، وحب اقتناء القطع التراثية المميزة لدى الشعوب، وانتهاء بمشاريع الاستثمار الصناعي. وكشفت الدراسة أن الصناعات التقليدية السعودية تمتلك الخصائص المجتمعة لتراث حرفي راسخ الجذور، ينفرد بثلاث خصائص مميزة أولاها: عمق الجذور التاريخية، والخاصية الثانية: الأصالة. والثالثة تعدّد وثراء أشكال هذه الصناعات التقليدية. إن هذه الخصائص الثلاث تعبّر عن تميّز مفرط وعميق الجذور، وهو ما يشكّل قيمة اقتصادية إضافية لاستثماره في السياحة الثقافية.