قبل عدة أيام من تاريخ 9 ديسمبر من عام 1997م الذي يصادف تاريخ عقد مؤتمر القمة الإسلامية في طهران كانت جميع قلوب كل المسئولين في الحكومة الإيرانية متوترة وخاصة الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي تم انتخابه حديثا في 2 أغسطس من عام 1997م، فقد كان هذا تاريخا عصيبا لإيران، وقد كان الرئيس الإيراني عازما على عمل إصلاحات سياسية داخلية وخارجية ويريد إيران أن تكون عضوا فعالا في المحافل الدولية وعرف عنه ميله للإصلاح. وكانت فرصة ذهبية لإيران للدخول في الساحة الدولية خاصة أنه كان يخطط لفتح الحوار مع جميع دول العالم ولا تستطيع إيران الدخول في خضم السياسة العالمية وحوار الأديان إذا لم يستطيعوا التخاطب مع جيرانهم، لكن ما الذي يجعل قلوب الساسة الإيرانيين تخفق؟ الجواب هو أن المملكة العربية السعودية لم تسم رئيس وفدها بعد والمؤتمر لم يبق عليه إلا أيام قليلة وأجمع كل المحللين السياسيين على أن عدم حضور المملكة يعني فشل المؤتمر. كانت فرصة ذهبية لإيران للدخول في الساحة الدولية خاصة أنه كان يخطط لفتح الحوار مع جميع دول العالم ولا تستطيع إيران الدخول في خضم السياسة العالمية وحوار الأديان إذا لم يستطيعوا التخاطب مع جيرانهم. وتنفس الرئيس الإيراني الصعداء عندما أعلنت الرياض أن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ( خادم الحرمين الشريفين ) سيرأس وفد المملكة وكان المؤتمر ناجحا بجميع المعايير، لكن كل مسئول إيراني وجميع الحضور أجمعوا على أن حضور المملكة هو الذي أنجح المؤتمر وأنقذت إيران من أكبر إحراج دبلوماسي ممكن أن يحصل لهم. فالمؤتمر كان في طهران والعيون متجهة للرياض وبدا واضحاً أن إيران ستصبح عونا لدول الخليج والعالم الإسلامي في حل أي إشكال دبلوماسي، وبدأت العلاقات العربية الإيرانية في التحسن والازدهار، إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب في أغسطس من عام 2005 م عندما تم انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، و بدأت إيران في تغيير نبرتها السياسية وأصبح همها التهجم على المملكة بأسلوب عدائي وأبعد ما يكون من الدبلوماسية مع العلم بأن الساسة الإيرانيين يعلمون بالمكانة التي تتمتع بها المملكة وقدرتها على التأثير على مجريات الأحداث، فيا إيران : المملكة أنقذتكم عام 1997م. [email protected]