لماذا يكره بعض الأطباء المرضى ويبدو ذلك جليا في سلوكهم وثنايا كلماتهم؟ في الحقيقة لم أجد عذرا أو تفسيرا جيدا لهذه الظاهرة سوى ضعف الوازع الديني والأخلاقي.. التعلل بضغط العمل أو عدم الكمال البشري أو اختلاف العادات والتقاليد.. ليس مبررا كافيا بوجهة نظري للكثير من قصص جفاء الأطباء تجاه المرضى والتي نسمع بعضا منها ما بين وقت وآخر. أحد الأطباء يتمعن فحوصات مختبرية قام بها أحد المرضى والذي تفاجأ عندما قال له الطبيب المذكور (روح المقبرة! فحوصاتك دمار!!) وقبل أن يخرج المريض من غرفة الطبيب يعلمه الأخير أنه كان يمزح معه وأن فحوصاته كلها سليمة..! طبيب آخر هو استشاري يصرخ في وجه أحد المرضى أمام جمع من الأطباء وذلك لثنيه عن رغبته في الخروج من المستشفى: (بكره تحصلك مصيبة وبعدين تجيني تبكي.. بعدين تروح تنتحر!!). هل يحتاج هؤلاء الأطباء إلى أن يرجعوا لما قاله سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل شيخ في إحدى خطبه: (ولابد للطبيب المسلم أن يكون ذا تواضع لربه، ثم لعباده، فالتواضع خلق المسلم)هل يحتاج هؤلاء الأطباء إلى أن يرجعوا لما قاله سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل شيخ في إحدى خطبه: (ولابد للطبيب المسلم أن يكون ذا تواضع لربه، ثم لعباده، فالتواضع خلق المسلم، يمكن من خلال هذا التواضع تفاهم المرضى معه، على اختلاف طبقاتهم، فلا يكون متعاليا عليهم، ولا ينظر الى البعض بالنظرة الدنيئة، وانما ينظر الى الجميع بنظرة واحدة، تواضعا منه، تواضع للكل، على اختلاف منازلهم، وطبقاتهم الاجتماعية، والعلمية، والمادية، فإن نظرة للفقير المعوز واعتناءه به واهتمامه به دليل على صدقه وتواضعه والنبي يقول: (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)، فالطبيب المسلم ذو تواضع مع المرضى، على اختلاف احوالهم المادية والاجتماعية والعلمية بل يحمل روح التواضع التي يستطيع المريض من خلالها ان يتفاهم معه وان يسمع قوله فتواضعه يجعله يسمع ما لدى المريض تفهما طيبا فيكون هذا دليلا على الصدق والتواضع الحق. ولابد لهذا الطبيب المسلم من ان يكون متخلقا بالرفق والعطف والرحمة.