نقلا عن صحيفة المدينة : طالب سماحة مفتي عام المملكة ،رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بوضع نظام يحمي المرضى من جشع المستشفيات والمراكز الطبية التي تسعى الى الربح وجني الأموال والثروات الطائلة على حساب المرضى الفقراء ،الذين لا يملكون او يستطيعون دفع نفقات العلاج ،وتحميلهم فوق طاقاتهم ،بلا رحمة ولا احسان ،وهم يضعون المرضى الفقراء في مواقف صعبة ،وقال المفتي العام: لا بد من نظام يحمي هؤلاء الفقراء من الجشعين والمستغلين ،وان يكون هناك توازن وقبل ذلك يكون هناك رحمة ،مؤكدا على وجود نظام يحقق التوازن في عمل المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة والاهلية وبين حقوق المرضى خاصة من لا يستطيعون دفع نفقات العلاج. ووضع المفتي العام الأطباء أمام مسؤولياتهم الدينية والانسانية والمهنية ،بان يكونوا رحماء بمرضاهم ومن يطلبون العلاج ،ولا يكلفون المريض فوق طاقته بتحاليل وأشعات وادوية معيّنة قد لا يكون في حاجة اليها ،ويكون هذا التصرف غير اللائق بالطبيب بسبب الربح ،وتحقيق مدخولات للمستشفى او المركز الطبي او الصيدلية التابعة لهم . وقال سماحته على الطبيب المسلم أن يربأ بنفسه عن هذه المزايدات وهذا الجشع ،ويؤدي عمله وفق المصلحة ،وحذر سماحته من التنافس بين المستشفيات والمراكز الصحية الاهلية في رفع اجور العلاج على حساب الفقير المريض العاجز عن دفع النفقات . وأشار سماحته الى ضرورة ان يتصرف الطبيب بما يليق بمهنته كطبيب ،وان يتصف الطبيب بالاخلاق الكريمة وان يكون مخلصا لله عز وجل في أداء عمله ،ويستحضر مراقبة الله ،وان يكون مؤهلا علميا من جهات علمية طبية موثوقة محترمة ومعتبرة ،ولا نحضر أطباء غير مؤهلين علميا او ليس لديهم خبرات موثوقة ليقوموا بعلاج الناس فهذا لا يجوز ،وينحرف بمهنة الطب .وأكد سماحة المفتي في خطبة الجمعة أمس بجامع قصر الحكم بالرياض على صدق الطبيب مع مريضه ،وقال : ليس بالكلام فقط بل صدق في الممارسة والتعامل مع المرضى ،وان يكون لدى الطبيب شجاعة كبيرة ونزاهة عالية في التعامل مع المرضى ،وان يكون مؤتمنا على صحة وأسرار المريض ،وتشخيص المرض قدر العلاج ،فلا يحمل المرضى فوق طاقاتهم ،وان يتصف الطبيب بالتواضع في التعامل مع جميع مرضاه ولا يفضل شخص على آخر ،ويقدم الغني على الفقير ،ولا ينظر للبعض نظرة دونية لأنه فقير ،وان تكون له نظرة فيها عدل وانصاف بلا افراط ولا تفريط ،وان يلتزم بالوعود التي يعطيها للمراجعين .وأكد المفتي العام على كتمان الطبيب لأسرار مريضه ولا يجوز البوح بها او اطلاع اي شخص كان على أسرار مريضه الا اذا كان هناك ضرورة لمصلحة المريض .ووصف سماحته مهنة الطب بأنها مهنة شريفة واعتنى الشرع بها ،ولكن اذا تحولت الى تجارة ومزايدات تجارية لتحقيق الثروات والاموال على حساب المرضى فقدت مكانتها واهميتها ،للاسف تحولت اعمال طبية الى اعمال تجارية بقصد الربح والثروة الزائدة ،وشيّدت مبانٍ شاهقة ،وربما جلبت اطباء يدعون الطب ويحملون شهادات مزوّرة وخبرات غير واقعية .