لكل مجتمع من المجتمعات في هذه الأرض ثقافات وقناعات تُبنى وتتكون من خلال المعطيات الدينية والإثنية والعقائدية والاجتماعية وحتى الموروثات والتقاليد، هذه الثقافات والقناعات تشكل الفكر الاجتماعي الذي بدوره ينعكس على الأحداث وعلى الحياة اليومية التي يعيشها المجتمع. ولقد تميز المجتمع السعودي بثقافات ساهمت في بنائه وانطلاقته بشكل مباشر نحو التطور، من هذه الثقافات التي أخذت واستمدت من الدين الإسلامي بشكل مباشر ثقافة الولاء لولي الأمر وعدم الخروج عن طاعته وشق عصا الجماعة. كمنظور شخصي... تعتبر ثقافة الولاء لولي الأمر من أهم الثقافات التي يجب علينا التأكيد عليها خصوصاً في هذا العصر التي تموج حوالينا الفتن، فنحن والحمد لله ننعم بالأمن والأمان، ننعم بولاة أمر قلوبهم معلقة بشعوبهم، ننعم بولاة أمر عاهدوا الله على أن يكونوا عوناً لشعوبهم في ملمات هذه الدنيا، حتى بات وطننا محسوداً على هذه النعمة، لدرجة أن وطننا أصبح استثناء ومن البلدان القليلة التي لم تتأثر بهذه الأحداث التي تعيشها باقي الدول. مقصد حديثي... أنه وفي عصر الإعلام المفتوح، في عصر القرية الصغيرة، يجب على المؤسسات الحكومية والخاصة التأكيد على التلاحم بين ولاة أمورنا أدام الله عزهم وبين الشعب السعودي، لا نريد أن يكون هذا التأكيد بالخطب الرنانة أو بالوريقات المطبوعة، فهذا شيء وإن حَسُن فهو قليل في حق من قادوا مسيرتنا ونهضة بلادنا، بل بأن يتبنوا برامج فعلية تستطيع أن تتواصل مع كل فئات المجتمع السعودي، برامج من شأنها أن توضح الصورة بشكل جلي، وتكشف زيف وادعاءات بعض وسائل الإعلام المغرضة، برامج ترتقي لتصل بالمتلقي للصورة الواضحة التي لا غبار عليها، والتي مفادها بأن يد الله مع الجماعة، وأن كل يد تحاول أن تخرب أمن واستقرار هذا الوطن يجب أن تبتر من جذورها. في العمق... حينما نتكلم عن الولاء لولي الأمر فإننا نتكلم عن ولاة أمر اتخذوا الإسلام منهجاً لهم في كل شؤون حياتهم، وفتحوا أبواب مجالسهم للكبير والصغير والغني والفقير يرعون شؤون رعيتهم ويردون مظالم العباد إن وجدت، ولاة أمر لا يغفلون عن شعوبهم، ولاة أمر هم والشعب صنوان لا يفترقان ووجهان متقابلان لعملة واحدة، ولاة أمر يرون خدمتهم للإسلام عزاً وفخراً لهم.