يقطع أبو أيمن 400 كيلو متر أسبوعياً من الدمام إلى الرياض، لتأمين حليب «خاص» لطفلته التي تعاني مرض الأمونيا، متحملاً المشاق والتعب، بيد أنه يؤكد أن هذا أفضل من أن يرى ابنته تموت أمام ناظريه، ولا يقدر أن ينقذ حياتها. أبو أيمن وجه رسالة عاجلة إلى مسئولي وزارة الصحة، بضرورة علاج ابنته قبل أن تفقد حياتها، ورسالة أخرى إلى مسئولي مستشفيات أرامكو في المنطقة الشرقية، بتأمين الحليب للصغيرة، وإعفائه من السفر أسبوعياً إلى مدينة الرياض، ويقول «سئمت وتعبت من مراجعة المستشفيات والدوائر الأخرى، ورغم ذلك لم أجد أي حل لابنتي التي تموت أمامي عيني، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً». إيلان ورحلة عمرها عام من الألم والبكاء ( اليوم ) وشرح أبو أيمن معاناته قائلاً : «رزقني الله طفلة جميلة، سميتها إيلان وعمرها الآن قرابة سنة، وقد ابتلاها الله بمرض الأمونيا، وهو المرض الذي يجعلها تفقد القدرة على هضم وتفكيك الحليب الذي تشربه، فيتجمع في معدتها، ويخلص إلى تكوين مواد سامة، تضر بصحة طفلتي»، موضحاً أن «الحليب الذي تشربه، يمكث في البطن مسبباً لها آلاماً ومعاناة، لم تعد تقوى عليها»، مبيناً أن «تجمع الحليب أثر على المخ، ما جعل ابنتي طريحة الفراش، لا تضحك ولا تبتسم ولا تتحرك، بل تبكي بكاءً شديداً يكاد ينزع روحها من جسدها». وتابع الأب قائلا : «لا أبالغ إذا قلت : إن ابنتي لا تنام سوى ساعتين أو ثلاث في اليوم، وتقضي بقية يومها في التوجع والبكاء ومصارعة الألم، ما جعلني ووالدتها في وضع نفسي سيئ للغاية، حيث نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المعاناة، ولا نستطيع تحمل بكائها وصراخها الذي أحرق قلوبنا من الحزن». وعن الحليب الذي تستخدمه إيلان قال والدها : «هو حليب يصرف من المستشفى العسكري في الرياض، ويعطى بكميات قليلة، ولا يكفيها»، موضحاً «أعمل في القطاع العسكري بالمنطقة الشرقية، وقد تعبت كثيراً بسبب رحلاتي المتكررة إلى الرياض، لجلب هذا الحليب، علماً بأن الحليب متاح في مستشفيات أرامكو. كما أن علاج ابنتي حسبما أفادني الأطباء، غير متوافر في مستشفيات المملكة، وإنما في الخارج، لكن قلة ذات اليد وعجزنا المادي حال دون الوصول إلى أمنية العلاج»، مضيفاً «من هذا المنبر، أناشد المسؤولين بوزارة الصحة، وأهل الخير أن يقفوا إلى جانب طفلتي الصغيرة، التي لم تعد تقوى على مصارعة المرض، وأطالبهم بأن يبذلوا كل ما في وسعهم لعلاجها في الخارج، قبل أن تفقد حياتها، وأفقد أنا وأمها طفلةً طالما حلمنا بقدومها. كما آمل من مسؤولي مستشفى أرامكو مساعدتي في توفير الحليب لها من مستشفيات الشركة، حتى أرتاح من معاناة السفر بشكل أسبوعي إلى الرياض».