غردت الجماهير الأهلاوية هذا الموسم، فعزفت أجمل الألحان، وغنت أحلى الأهازيج، لتقود فريقها إلى منصات التتويج. أركان التفوق الأهلاوي وتحقيق البطولات كانت متوفرة منذ زمن طويل، بدءاً برئيس هيئة أعضاء شرف بحجم وقامة وفكر الأمير خالد بن عبدالله، وإدارة توالت الكفاءات الشابة على تسلم زمامها كفاءة تلو الأخرى، حتى حطت رحالها بيد الأمير الشاب فهد بن خالد، ولاعبين يمتلكون من التميز والقدرة الكثير، فضلاً عن أجانب متفوقين يقودهم السفاح فيكتور، لكن هذا التفوق في (الجسد) الأهلاوي كانت تنقصه (روح) تلهب حماسة، وتذكى شعلة البطولة فيه ليخطف الذهب. الجسد الأهلاوي كان صورة في إطار التفوق، وكان عملاقاً «نائماً» أيقظته الجماهير الخضراء، وأذكت شرارة روحه، فانطلق يأكل الأخضر واليابس، فلم يبقِ ولم يذر وقلب معادلات النظرة الفنية، والرؤية التكتيكية، والتفوق الميداني، ليتحول إلى المارد الذي تفوق على «العميد»، فكان صاحب ورفاقه أفضل من نور وكتيبته، وكادوا أن يحسموا اللقاء في وقته الأصلي. في منتصف الموسم أبدعت جماهير الأهلي أنشودة «سنمضى معاً ... طوال الزمن» فكانت برمجة عقلية باطنية للاعبي الأهلي، الذين شعروا بمدرج كامل يهتف ويرتج، «أيا قلعة المجد ... والمجد أهلي» في كل مباراة، والأجمل أن اللاعبين تفاعلوا مع «نشيد المجد» فتغنوا به قبل كل لقاء، وحفظوه عن ظهر قلب فاشتعلت الروح في نفوس اللاعبين في زمن المادة «الأجدب» فهتفوا سوياً قبل كل لقاء، «لك العهد والعشق والانتماء» وتغنوا مع جماهير «قلعتهم» وبادلوهم الانتماء بالانتماء والعشق بالعشق، بعد خواء كان يعشوشب بين جوانب فريق يمتلك كل مقومات البطولة. ركن الجماهير كان السر الذي حول الأهلي من دروب المنافسة إلى طريق الذهب، والمحطة التي تزود فيها اللاعبون بوقود البطولات ... حتى كاميرات الإعلام سرقتها الجماهير الخضراء من ميادين الملاعب، فكانت الأضواء تنتقل من المستطيل الأخضر إلى المدرجات الخضراء، وهي تغني وتهتف وتُطرب فالإبداع يلوي الأعناق أينما كان، وجماهير الأهلي كانت مبدعة حضوراً وأسلوباً وتنفيذاً، فقامت بدورها على أكمل وجه، ولوت أعناق المعلقين والمحللين والمذيعين، وكانت فاصلاً للحديث عن التميز والإبداع الأخضر قبل وأثناء وبعد كل مباراة، لتكتب «لوغاريتم» جديد كانت نتيجته أن ينتقل الفريق إلى القمة، ويتوشح بالهمة، ويتقلد أغلى الكؤوس من ملك القلوب. يستحق الجميع في الأهلي أن يتلقى الإشادة والتقدير، فالنجاح دفع مهره الكثيرون لكن نقطة التحول في المسار الأخضر كانت بيد جماهيره المميزة، التي كان لها دور فاعل في مباريات الفريق الحاسمة، التي وضعت نفسها في الريادة فلحق بها الفريق ليحلق الأهلي بجناحي (جماهيره) و(إدارته ولاعبيه)، ويبلغ عنان البطولات، لكن الجماهير التي هتفت (وخلفك نمضي صباح مساء .. لتبقى مجيداً .. وفخراً وعيداً .. وصرحاً فريداً ... يطال السماء) أثبتت أنها «تغريد البطولات طوال الزمن». [email protected]