بعد أن كانت تجمع كبار النقاد والشعراء في نقاشات نقدية ساخنة تحولت اقسام النقد في المنتديات الأدبية على الانترنت إلى أقسام شبه مهجورة، غاب عنها نقادها ولم يعد الشعراء يهتمون بزيارتها، بل لم يعد أعضاء تلك المنتديات يحرصون على طرح المواضيع المهمة والبحث عن الرأي والرأي الآخر من خلالها. «في وهجير» استطلعت آراء عدد من الشعراء والإعلاميين حول هذا الموضوع، في البداية تحدث الاعلامي مناحي الحصان عن هذا الموضوع قائلا إن توهج المنتديات الأدبية عموما قل عن السابق فكيف بالأقسام النقدية، مضيفا أن النقد هو (بعبع الشعراء) والذي لن يتقبله شعب الشعر بتاتا حتى لو كان تحت ضغط حلف الأطلسي وحاله هو حال الليبيين مع القذافي «حسب وصفه». أسباب كثيرة أدت الى هذا التحول بعد أن كانت الأقسام النقدية شعلة من النشاط عندما كان أعضاء المنتديات يحرصون على التواجد بها وكانت تحتوى على الكثير من المواضيع النقدية المهمة وبمشاركة نخبة كبيرة من الأسماء اللامعة التي تنتشر بين هذا المنتدى وذاك. من جانبه أكد الشاعر والإعلامي حمد الدليهي أن المنتديات الأدبية قل وهجها وافتقدت من لهم كان دور بتعزيز الايجابيات ببعض الأطروحات والتنويه عن الجوانب السلبية بها؛ فالفائد والمستفيد هاجرا معاً لما هو افضل أو العزوف، بما أن الدقة واكتشاف الإمكانيات في وضع الساق المبتور، وأصبح (الفيس بوك) مأوى لاستقبال هجرة النازحين له حيث إنه عالم جديد ويعطي فرصة لمن لديه إرادة لإظهار تمكنه وقدراته بمساحات اكبر وبقيود مطاطية. أما الشاعر والإعلامي مهدي بن مسفر الحبابي فقال: إن المنتديات الأدبية في الوقت الراهن قل وهجها مقارنة بالوقت السابق وانعكس ذلك سلبا على الأقسام النقدية مع العلم بأن بعض القائمين عليها غير مؤهلين للنقد. أما الشاعر هادي بن عسكر فقد اتفق مع من سبقوه في أن المنتديات الأدبية بشكل عام قلّ وهجها وأن الأقسام النقدية جزء منها. وأخيراً أرجع الشاعر خليل بن هدلان السبب للزخم الهائل للوسائل الإعلامية مما تسبب في تقليل أهمية المنتديات حتى أصبحت لا تلعب دورا فاعلا في النقد وغيره كما كانت في السابق.