حذر عدد من المختصين من زيادة ظاهرة السعودة الوهمية معتبرين أنها إحدى الثغرات في برنامج «نطاقات» والتي يمكن لبعض الشركات، في محاولة منهم للالتفاف أو التحايل على متطلبات البرنامج ولو بشكل مؤقت في الفترة الحالية، الخروج من خطر النطاقين الأحمر والأصفر والانتقال إلى النطاق الآمن وهو الأخضر، ومن ثم التقاط الأنفاس قبل تعديل أوضاعها بشكل فعلي، وللاستفادة من الخدمات والمميّزات المتوافرة في البرنامج، خاصة الشركات الصغيرة التي تفتقر إلى نسب السعودة المتوافقة مع متطلبات البرنامج في الوقت الحالي والتي صدمت بوضعها في نطاق الخطر. المنشآت الصغيرة والمتوسطة معرّضة للجوء للسعودة الوهمية (اليوم) من جهته قال الدكتور عبدالله المغلوث الخبير الاقتصادي: "كون برنامج "نطاقات" أحد البرامج التشجيعية التي تساهم بشكل كبير في زيادة نسبة السعودة والقضاء على البطالة في المجتمع السعودي، إلا أن هناك بعض المؤسسات والشركات قد تتخذ بعض الطرق والخطوات السلبية وفي تعيين السعوديين بشكل وهمي لزيادة نسبة السعودة ومحاولة الخروج من النطاقين الأحمر والأصفر كي تتمكن من الاستفادة من الخدمات المقدّمة (تأشيرات الاستقدام) مشيراً إلى أن هذه الطرق مكشوفة ولن تنطلي على النظام". وأفاد أن هناك خطة عمل وتعاوناً بين جميع أنظمة المعلومات (مركز المعلومات) في جميع الدوائر التابعة لوزارة الداخلية لحرصها وإمكانية معرفة ومشاركة المعلومات بينها ومعرفة حال العمل، ومكان العمل لكل مواطن، وأنه سيتم الكشف عن كل من يحاول الاحتيال على النظام، وأنه يجب على القائمين على البرنامج تعطيل وإغلاق جميع الثغرات في البرنامج في ظل محاولة الشركات الاحتيال على النظام. وأشار المغلوث إلى أن برنامج «نطاقات» يهدف بشكل غير مباشر على تحالف واندماج الشركات بعضها ببعض، موضحاً أن المواطن السعودي مَهما حدث لا يرغب في العمل لدى إحدى الشركات أو المؤسسات الصغيرة لعدم استقرار الوظائف وقلة الرواتب والحوافز، بعكس الشركات الكبرى التي يكون فيها استقرار وظيفي وبرواتب وحوافز جيدة. من جانبه أعرب الدكتور عبدالوهاب القحطاني عن استيائه وعدم تفاؤله بالبرنامج، كون دراسة البرنامج لم تتم بشكل جيد ولم يشارك فيه الكثير من الاستشاريين المتمرّسين وذوي الخبرة، مؤكداً أن البرنامج قد يسبّب أخطاراً على الشركات الصغيرة فقط ولن يكون هناك تأثير ملحوظ أو ملموس على الشركات الكبيرة. يُشار الى ان العديد من المنشآت الصغيرة قد تخضع لبرنامج "نطاقات" في إطار المؤسسات التي يتراوح عدد العاملين فيها بين10 و49 موظفاً مما يفرض عليها نسبة سعودة معيّنة بحسب ما يفرضه البرنامج ووفقاً لنشاطها، وقد تترتّب على هذه النسبة المفروضة محاولات من بعضها للجوء الى التلاعب بسعودة وهميّة للخروج من المأزق الذي تكون اسبابه عدم قدرة ميزانياتها او خططها او تعثّرها مما يصعّب عليها تحقيق سعودة فعلية.