اتصل بي صحافي من أيام للتعليق على منع الخطوط السعودية لتعاطي صحيفة عكاظ على متن رحلاتها، وفيما إذا كان ذلك حقا حصريا للناقل على حساب حق الراكب فى المعلومة !؟؟!! وهل للسعودية الحق فى هكذا ممارسة دون ان تقيم اية اعتبار للجوانب القانونية, والتي قد تنصّب الشركة حارسا للبوابة وربما رقيبا على النشر وكأن الصحافة ناقصة إكراهات وعقوبات ووصاية من مؤسسات خدمية فى المجتمع..!! لا أخفيكم انني انزعجت كثيرا وذكرت للصحافي انه حق مشروع للقارئ, وتقليّص الخيارات أمامه بمبررات من أي نوع كان مسألة غير طبيعية بل وفيها الكثير من التنفّذ والوصاية على رغبات الجمهور فى السماء او الأرض.. ووجهة نظري ان ممارسة السعودية تشي بالكثير من تنفّذ المال وتغوّل مؤسسات الأعمال والرأسماليين فى الضغط على الصحافة بالاشتراكات او الإعلان الجميل او الرعايات، كل جهود الناقل ومصاريف الكاش المخيفة التي أهدرها طوال السنين على صناعة صورة ذهنية برّاقة له فى عيون المسؤولين فى الدولة وفى اوساط الجمهور ذهبت ادراج الرياح بقرار جدا فى منتهى الغباء وهو أمر خطر فى رأي يكيكي ان تصبح الصحافة فى البلد تحت سطوة ذوي النفوذ ويضر بمصالح الجمهور وينحر الشفافية والإصلاح بالمجمل.. يكيكي العائد من وجبات الحمى القلاعية والحمورية –كما تعرفون- نبهنّي لمسألة فى غاية الأهمية عندما فاجأني بالسؤال عن موقف الصحف الأخرى مما حدث لعكاظ؟! وعن موقف وزارة الإعلام وموقف هيئة الصحافيين وحقوق الإنسان من حجب صحيفة وطنية عن الجمهور من قبل ناقل كالسعودية؟!! بيني وبينكم هي فعلا قضية مبدأ إن فرطّت فيه الصحف وتركت الناقل يمضي فى حجبه للصحيفة فغدًا وربما بعد غدٍ سيكون الدور على كل من يقترب من الجدار الناري للسعودية..بل لايستبعد يكيكي ان تستأسد السعودية بهذه الممارسة وتعلن عن منهجيّة استئصالية لحرية التعبير والمعلومات فى البلد وقمع بشكل تجاري بطبيعة الحال قد يدفع بالآخرين من الكبار وحتى الصغار للي ذراع الإعلام فى الجانب الموجع ألا وهو المال!! بصرف النظر عن الواقعة يهمني هنا ان اسأل عن حق صحيفة عكاظ فى حرمان قرائها منها على مقاعد السعودية؟! وحتى إذا لم يعد هناك دعم حكومي بالنقل المجاني للصحف كما كان سائرا للنهوض بالصحافة الوطنية، أقول حتى مع هذا، او ليس من حق الصحيفة مقاضاة السعودية من باب التشهيّر والإساءة والاستقصاد وكأنها خرقت كل معايير واخلاقيات المجتمع ولابد من ان تدفع ضريبة قاسية؟!! أو ليس من حق الركاب هم الآخرون مقاضاة السعودية على وصايتها وحجبها لصحيفة يفضلونها فى السماء او فى الارض؟! قناعتي ان لكل هؤلاء الحق فى تسحيّب الشركة قضائيا حتى وإن تنكّبت الصحيفة المحجوبة الطريق واهلكت الحرث والنسل فى الخطوط العظيمة!!. المنطق يقول، وفيما إذا افترضنا ان الصحيفة المحجوبة أسأت للناقل او أرهقته بأعمالها المزعجة، ان تأخذ السعودية حالها وترفع دعوى على الصحيفة وتطالب بالتعويضات المادية والمعنوية التي كفلها لها النظام بدلا من هذه الحلول الإقصائية والغبية جدا بمفهوم التسويق والعلاقات العامة فى السوق.. فكل جهود الناقل ومصاريف الكاش المخيفة التي اهدرها طوال السنين على صناعة صورة ذهنية برّاقة له فى عيون المسؤولين فى الدولة وفى اوساط الجمهور ذهبت ادراج الرياح بقرار جدا فى منتهى الغباء.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. [email protected]