ثمة قضايا ثقافية عديدة يتداولها المثقفون والمثقفات أحيانا، وأحيانا أخرى يحملونها بدواخلهم إلى حين. سعيد الوهابي هذه القضايا قد تكون شخصية تخص المثقف وقد تكون عامة ترتبط بالحركة الثقافية. (اليوم) حاولت أن تخوض عملية البحث عن هذه القضايا عبر المعنيين بها في الحركة الثقافية، وتكشف عن العوامل المشتركة بينهم، للبحث عن القضايا الكبرى. الكاتب سعيد الوهابي له قضيته التي يعدها أساسية ، و هي العلاقة بين الثقافة والحياة، يقول الوهابي: «قضيتي الأساسية هي تشبيك الثقافة بالحياة، الحديث بعد عصر الثورات وما قبلها في كيفية حقن عقل المثقف في حياة الناس في اهتماماتهم وحكاياتهم في تنميتهم وسعادتهم وطموحاتهم.. مجتمعنا خلال النصف القرن الأخير انتقل وعبر جيل واحد فقط إلى مجتمع متمدن، لذلك لم تتشكل قيمة للمثقف صاحب المعارف الذي كان ينتشر في المدن الأوروبية أو حتى بعض مدن الشرق القديمة ليفعل ما فعله أسلافه منذ عصر سقراط و هو التنوير و التثقيف والتساؤل». و يضيف : « أنا أكتب و أنشر كتب ، و لكن مع مرور الوقت أجد أن سلطة المبدع تندثر أمام سلطات الإعلامي و الصحفي و السياسي و حتى الفنان ، سأتجاوز الفكرة النمطية في الربط بين البرج العاجي والمثقف، لأن المثقف كان مزيفاً أو حقيقياً هو منفوخ بقدر من الغرور صرح بذلك أم أنكره، وتزداد حمى الغرور في المجتمعات النامية، أقول أن غربة الكاتب عالجها حليم بركات بشكل جيد ودقيق عبر سلسلة خلاقة من الأبحاث والمقالات».وعما إذا كان هناك حل أم لا ، يقول الوهابي : « لا أدري، ولكن الإنسان خُلق ليكتشف الحلول، أشبه أشكال الشعر العربي الحديث التي ظهرت خلال القرن العشرين باليدين التي خرجتا من بطون الكتب لتحتضن القارئ العادي المتململ من أوزان الشعر التقليدي ، و الناقد الفرنسي الذي يتطرق إلى سيلين ديون وهو ينشر مقالا ثقافيا جافا و مطولا في ملحق جريدة «اللوموند» الثقافي هو يفعل المثل.. هذه حلول على المستوى الكتابي فقط وليس الاجتماعي أو السياسي».