هناك أساب عديدة قبل الولادة تسبب الشلل : منها الأمراض الوراثية أو التسمم والإصابات التي تصيب الأم أثناء الحمل، ومشكلات المشيمة و السائل –بيئة الجنين . و هناك مشكلات أثناء الولادة التي تسبب الشلل منها الولادة المبكرة وقلة الأكسجين و الاختناق والتوائم ومكشلات التفاف المشيمة أو أمراض أخرى . و بعد الولادة هناك أيضا أسباب الاختناق أو نقص الأكسجين و إصابات المخ أو التهابات قد تسبب هذا الشلل. نذكر هنا هذه الأسباب لكي يتعرف الأهل على أهمية هذه الجوانب في الحمل و قبل وأثناء وبعد الولادة لتقليل نسبة حدوث الإصابة بإذن الله، و كذلك المهنيون ليزادوا وعيا عمليا . يشخص الاضطراب أولا خلال الستة شهور الأولى- عندما يلاحظ الوالدين و الأهل إضراب وقلة حركة الطفل .، فهناك تأخر بالقدرة على تحريك و قلب الجسم أو الجلوس. وبعدها يراجع الطبيب المعني للفحوصات و التشخيص. في المقالة السابقة (الشلل الدماغي 1) ذكرنا بأن الشلل الدماغي هو مرض يصيب القدرة الحركية و هو منتشر و ليس قليل الحدوث ( بعض الدراسات تشير إلى طفلين من كل ألف طفل) - و الأسباب عديدة. كما أن الاضطراب أساسه علاقة بمشكلة إيصال الإشارة العصبية من المخ إلى الأطراف . لا يتم التشخيص الدقيق إلا بحلول السنة الأولى و أكثر. بعد التشخيص يبدأ البحث الصحي الدقيق لجوانب الحركة الكبيرة (جلوس و مشي مثلا) ودراسة تاريخ الحالة إضافة إلى فحوصات أخرى تحليل دم و أشعة مخ.......إلخ حسب الحالة و الحاجة . هناك أصناف من الشلل الدماغي : بعضها يشمل نصف الجسم Hemiplegia ( يد ورجل من جهة واحدة فقط ، و بدرجات مختلفة ) . و هناك شلل يصيب الأرجل فقط (Diplegia )، بينما هناك شلل يصيب ثلاثة أطراف فقط (Triplegia ) و النوع الرابع و الأخير هو إصابة الأطراف الأربعة (Quadriplegia ) . و هناك أشكال أخرى من المرض منه الشلل الخليط –بين الأعراض المذكورة وهناك الاضطراب الحركي في مشكلة التآزر والتنسيق ( ataxia ) وفقد القدرة على التحكم بالحركة لطرف أو أكثر و رخاوة بالأطراف كذلك. لا يخفى على القراء و الأهل الذين يعاني بعض أطفالهم من هذا المرض والاضطراب أهمية التشخيص والتشخيص المبكر جدا . و أكثر من هذا تحديد القدرات الحركية والحسية والذهنية لدى الطفل من قبل الطبيب والأخصائي المناسب في مجالاتهم (العلاج الطبيعي و الوظيفي و أخصائي التخاطب و النطق والنفسي....إلخ). ويقسم الأطفال حسب المشي إلى مجموعات: منها المشي المستقل بالكامل مع صعوبات في الحركة الدقيقة، والمشي بدون أجهزة مساعدة، المشي بالأجهزة المساعدة، وإعاقة كبيرة في المشي و أما الأخير فلا يملك قدرة على المشي. إذن مهم جدا للأسرة والمعالجين أن يتم التشخيص الدقيق و تحديد أنواع ودرجات المهارات المتفاوتة عند الطفل . وبعد هذا فعلى الأسرة أن تتابع بالتوثيق (تقارير و صور ، أفلام، أشعة وفحوصات) درجة تغير الطفل بمراحل مختلفة من التأهيل لكل القدرات الحركية والنفسية والتواصلية والوظيفية. سنتطرق أكثر للتأهيل الخاص بالشلل الدماغي مستقبلا بإذنه تعالى. استشاري علم النفس العيادي و العصبي