ممّا تهدف إليه هذه الزاوية هي توعية الأهل بالاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية وزيادة معرفة الأهل بالجوانب العلمية بلغة مبسطة، بدون المعرفة الصحيحة يتخبط الأهل بين الدجل والعلاج الصحيح بسبب هذا الجهل والكسل عن طلب المعلومة الصحيحة. الشلل الدماغي (Cerebral Palsy) من أكثر امراض النمو العصبية التي تصيب الاطفال وقد تصيب حوالي 2 3 بالمائة من كل ألف مولود حي ،وتزداد النسبة مع التوائم والولادة المبكرة هذا المرض لا يتدهور الطفل به وإنما هو حالة مستقرة، لكن ممكن ان يتحسن وهي مجموعة اضطرابات في المخ في مرحلة من مراحل النمو المبكرة التي تسبب تأخرا في النمو الحركي. من أول الأسئلة لدى الأهل هل سيمشي الطفل أو ماهي شدة المرض هذه من الأسئلة الصعبة التي سنجاب عليها تدريجيا أو بعد فترة. نمو الجهاز العصبي غير الطبيعي في هذه المرحلة سيتغير كماً ونوعاً ،إن حركة ومهارات الطفل الجسمية والحسية والذهنية ستتأثر كلٌ حسب درجة وشدة اضطراب الشلل الدماغي بعض الأسباب القليلة المعروفة يمكن تجنب المرض بعلاجها مالم تكن مشكلات متعلقة بالمناعة وغيرها لكن أسبابا أخرى مثل نقص الاوكسجين والالتهابات وغيرها تسبب الإصابة، وأسباب أخرى نجهلها ،بعض الاطفال يعانون من ولادة متعسرة تسهم في الإصابة لكن ليس كل الأطفال المصابين هذا هو السبب بينما اطفال آخرون بلا أسباب معروفة. يقدم الطفل صورة عيادية من التصلب الحركي أو الرخاوة المفرطة التي لا نجدها في اقرانه، إن الحالة الوظيفية مثلا لا يستطيع الوقوف في عمر سنتين أو لا يمد يديه في عمر سنة وهكذا، وهذه الصفة الوظيفية تحدد مشكلة ودرجة وتشخيص الطفل المصاب، هناك الحالات التي تصيب جزءًا (يمينا أو شمالا) واحدا من الجسم أو اليدين أو الرجلين أو الأطراف العليا والسفلى مجتمعة وهناك حالات عيادية متعددة تصيب الآلاف من اطفالنا وبحاجة إلى تشخيص مبكر وتأهيل متكامل. ان الاضطراب بطبعه متعلق بالنمو وتغييراته ولهذا فإن نمو الجهاز العصبي غير الطبيعي في هذه المرحلة سيتغير كماً ونوعاً ،إن حركة ومهارات الطفل الجسمية والحسية والذهنية ستتأثر كلٌ حسب درجة وشدة اضطراب الشلل الدماغي، وأكثر من هذا فإن هذه الإعاقة ستزيد من قلة احتكاك الطفل ببيئته وتقلل من قدرته على اكتشاف العالم من حوله ونموه المعرفي والاجتماعي (سنعود لهذه النقطة عند حديثنا عن تأهيل الطفل نفسيا ودور الأسرة)، إن الأهل بدورهم سيتصرفون طبيعيا بطريقة مختلفة مع الطفل حال إصابته مما يغير تفاعله مع العالم. إن الصعوبات الوظيفية في مراحل النمو المبكرة تسبب صعوبات في الغذاء والنوم والبكاء وعدم القدرة على الحركة وربما اضطرابات أخرى كما تنعكس على صعوبات تكيّف الأم والأب والأسرة إضافة إلى مزيد من العلاجات والمراجعات المستمرة ،وكل هذا يسبب تراكما نفسيا على الطفل والأهل غالبا ما نهمله لأسباب عدة. في المقالات التالية سنتطرق لبعض أساليب التأهيل المتعددة، علاج طبيعي ووظيفي وطبي ونفسي اضافة إلى دور الأهل في تأهيل الطفل وتنميته لتقليل الاضطرابات الجسدية والنفسية لديه، سنتطرق لبعض الأساليب النفسية العصبية التي تساعد نمو الطفل معرفيا وحسيا في الأسابيع القادمة بإذنه تعالى. استشاري علم النفس العيادي والعصبي