الشلل المخي هو أكثر الأسباب شيوعاً للإعاقة البدنية الشديدة عند الأطفال في العالم المتقدم ويصيب نحو 2,4 طفل بهذه الحالة من بين كل ألف مولود حي. وجد الباحثون أن التهاب أغشية المشيمة قد يزيد من خطر الإصابة بالشلل المخي حيث كانت حالات الإصابة بالتهاب أغشية المشيمة أكثر شيوعاً بأربع مرات لدى الأمهات اللوائي يلدن أطفالاً مصابين بالشلل المخي. وترتبط هذه الحالة بالمواليد المبتسرين والأطفال الذين يعانون من قلة الوزن عند الولادة والولادة المتكررة، لكن حالات كثيرة تحدث لأطفال اكتملت فترة نموهم خلال الحمل ولم يعتقد الأطباء أنهم يواجهون الخطر. ويعتبر الشلل المخي سبباً لعدد كبير من المشاكل الجسدية حيث يؤثر النمو الضعيف للمخ أو إصابته بعيب في القدرة على التحكم في العضلات والحركة. إن التهاب أغشية المشيمة هو عدوى بكتيرية تصيب أغشية المشيمة القريبة من السائل الذي يحيط بالجنين أثناء الحمل، ويمكن أن تسبب هذه الحالة تسمم دم الأم وتؤدي في أحيان كثيرة إلى الولادة المبكرة وإصابة الرضيع بعدوى خطيرة. وقد قام الباحثون بفحص بيانات 327 طفلاً بينهم 109 أطفال ولدوا وهم يعانون من حالات إصابة متوسطة أو شديدة بالشلل المخي ووجد الباحثون التهاب أغشية المشيمة في 14٪ من حالات الحمل التي ولد فيها أطفال مصابون بالشلل المخي و4٪ فقط من حالات الأطفال الأصحاء. ويمكن علاج التهاب أغشية المشيمة بالمضادات الحيوية لكن من الضروري في بعض الأحيان ولادة الطفل للحيلولة دون حدوث المزيد من المضاعفات حيث إن الالتهاب قد يؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي لدى الجنين ينجم عنه ضرر مباشر للمخ أو يجعله أكثر عرضة للإصابة بأضرار إذا تطورت المضاعفات أثناء الحمل. وعموماً فإن الشلل المخي هو مصطلح شامل لعدد من الحالات المعقدة والبحث عن السبب قضية صعبة جداً ولا يمكن بحث واحد لحل المشكلة، كما أنه من الأمور التي لا يزال العلماء يجهلون الكثير من مسبباتها أو طُرق منعها على الرغم من التحسينات الكثيرة التي طرأت على طب أمراض النساء والتوليد والعناية المركزة بالمواليد في العقود الأخيرة.. لقد كان من أهم الأمور التي استجدت في مجال تخفيف الإصابة بالشلل المخي هو إجراء تخطيط قلب الجنين أثناء الحمل والولادة ومتابعة سريان مجرى الدم في الحبل السري بواسطة الأشعة الصوتية وموجات الدوبلر وإعطاء عقار الكورتيزون عند الحاجة إلى التوليد قبل دخول الشهر التاسع من الحمل الذي يحفز نضوج رئة الجنين وعدم انكماشها بعد الولادة لدى المواليد الخدج كما أنه يقلل لدى هؤلاء المواليد خطر الإصابة بالشلل المخي الناتج عن النزيف المخي أو انخفاض مستوى الأكسجين لدى المولود. كما أن التدخل السريع بالتوليد بواسطة إجراء العملية القيصرية العاجلة عند وجود هبوط أو خلل في نبضات الجنين أثناء الولادة من الأمور المهمة في الطب الحديث بالإضافة إلى قياس نسبة الرقم الهيدروجيني (PH) في دم الجنين أثناء الولادة عند حدوث أي خلل في تخطيط الجنين من الأمور المهمة أيضاً ويتم إجراؤه عن طريق سحب عينة صغيرة من رأس الجنين أثناء الولادة وقياس الرقم الهيدروجيني فيها وعادة ما يصاحب هبوط نسبة الرقم الهيدروجيني أقل من 7,2 حدوث شلل مخي في بعض الأحيان. من الأمور التي يجب ألاّ نغفل عنها هي العوامل الوراثية التي تؤثر أيضاً في نسبة حموضة الدم وحدوث الشلل المخي.. وفي بعض الحالات لا يمكن تشخيص حدوث الشلل المخي حالاً بعد الولادة، ولكن لا بد من متابعة المولود ومتابعة نموه وتقدمه الحسي حيث إنه تتفاوت نسبة تأثر المواليد المصابين بالشلل المخي من حالة إلى أخرى، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر إلى إجراء الكثير من الفحوص الفيزيائية للجنين أو متابعته لعدة سنوات حتى سن دخوله للمدرسة ثم الحكم عليه وإجراء الكثير من الفحوص للتأكد من عدم وجود أمراض استقلاب وراثية قد تكون هي السبب في ذلك، وذلك لتفادي تكراره عند الحمل مرة أخرى، أما في حالات إثبات وجود التهاب في المشيمة فإن استخدام المضادات الحيوية الاحتياطية عند الحمل مرة أخرى هو من أهم الاحتياطات التي يجب اتباعها.