بعد الخروج المبكر لمنتخب بلادهم من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، عاد الإيطاليون إلى واحدة من وسائل التسلية المفضلة لديهم وهي توجيه اللوم والاتهامات. وكالمتوقع، كان أقصى الاتهامات موجهة إلى ماريو بالوتيللي نجم هجوم المنتخب الإيطالي (الآزوري). وبينما استعد الآزوري لمغادرة ريو دي جانيرو عائدا إلى إيطاليا بعد هذا الخروج المهين من المونديال البرازيلي، تطايرت الاتهامات بشيء من الضجيج من معسكر الآزوري. وكان بالوتيللي - بالطبع - هو الهدف الأساس لسهام الانتقادات والاتهامات سواء من المشجعين أو من زملائه الكبار بالفريق. لكن بالوتيللي "23 عاما" المولود بمدينة باليرمو في جزيرة صقلية الإيطالية لأبوين من غانا، لم يتردد في الرد على هذه الاتهامات خاصة ما يتعلق منها بأنه ليس "إيطاليا بدرجة كافية". وكتب بالوتيللي، على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت: "كنت حريصا للغاية على هذه البطولة وأشعر بالحزن والغضب والإحباط من نفسي. نعم، ربما كان علي أن أسجل هدفا أمام كوستاريكا، أنتم على حق، لكن ماذا بعد؟". وردا على مقطع مصور من أحد المشجعين يدعوه فيه لترك المنتخب الإيطالي لأنه ليس إيطاليا، كتب بالوتيللي : "أشعر بالفخر لأنني بذلت كل ما في وسعي من أجل بلدي، أو ربما - كما تقول - لست إيطاليا. الأفارقة لا يغدرون بأحد (أشقائهم)، أبدا في هذا الأمر ، نحن الزنوج، مثلما تطلقون علينا، أبعد بمراحل عن هذا، عليكم اللعنة". وبعد عروضه المتواضعة في المونديال البرازيلي، أصبح بالوتيللي تحت وطأة الانتقادات النارية، وليس فقط من قبل المشجعين العنصريين. وبعد لحظات من انتهاء المباراة أمام أوروجواي التي خسرها المنتخب الإيطالي في ختام مبارياته بالمجموعة الرابعة بالدور الأول للمونديال البرازيلي. كان لجانلويجي بوفون حارس مرمى وقائد الآزوري وزميله المخضرم دانييلي دي روسي بعض الإسقاطات الثقيلة على افتقاد اللاعبين الشبان للإخلاص والولاء وخاصة بالوتيللي. وكان نجم المنتخب الإيطالي السابق ماورو كامورانيزي أكثر وضوحا، وقال عن بالوتيللي : "إنه لاعب مبالغ في قيمته تماما.. يغضبني بالفعل أن أرى لاعبا لا يرغب في تقديم كل ما بوسعه للمنتخب الوطني". وأضاف كامورانيزي : "انظروا لنيمار : مازال في الثانية والعشرين من عمره ولا يخشى حمل آمال البرازيل على كتفيه خاصة في بطولة كأس عالم تقام في بلاده، لا يبالي بالمنتقدين، هذا هو ما تكشفه الشخصية".