شوارعنا بوضعها الحالي لا تسر عدوا ولا صديقا، ووصل بنا الحال أن نعالجها بطرق تجلب لنا مشكلة أخرى، فحينما تخرج من منزلك لتذهب لعملك أو أي مكان تريده لقضاء حاجتك، فإنك أول ما تصادف في طريقك هذه الحفر التي لا تنتهي، حتى تبدأ من جديد، ومن قبل شركة أخرى وكأننا ليس لدينا أي تخطيط مستقبلي للمشاريع التي تنفذ في المدن والتي تبذل الدولة أعزها الله الأموال الكثيرة في سبيل أن تكون شوارعنا أفضل من الدول الأخرى، ولكننا نشاهد الأخطاء الكبيرة وواجهة التقصير في التنفيذ من أبرز التحديات، فحينما تتم إعادة تحسين هذه الشوارع وإعادة سفلتتها نجد أن بها عيوبا فنية خطيرة من المطبات والهبوطات الأرضية التي تظهر فجأة بعد فترة قصيرة من الرصف، وكأنك يا بو زيد ما غزيت، نتمنى كذلك مستقبلا ألا تتم ترسية مشاريع لسفلتة الطرق داخل المدن إلا لشركات ذات مواصفات عالية الجودة في التنفيذ والإشراف والمتابعة من قبل مهندسي الأمانة ويكونون مؤهلين، ولتبقى شوارعنا سنين طويلة وبدون هذا الهدر المستمر من المال العام. لأن إسناد هذه الأعمال من الباطن بعلم الجهة صاحبة القرار وموافقتها أو دون ذلك هو سبب ضعف الإشراف على السفلتة وعدم المتابعة ميدانيا. ومن المؤسف أن هذا الوضع الذي لا نتمناه لشوارعنا فإن المواطنين يعانون هذه المشكلة منذ فترة طويلة فهناك من يتكبد عناء شراء سيارة جديدة ربما بالأقساط ولكن سرعان ما تهلك عليه وتتكسر بسبب الحفر التي لا تنتهي من المشاريع التنفيذية من حين لآخر. فهذه المشكلة التي لا نرى لها حلا سريعا تكمن بالضبط في أن الأمانة تخلي مسؤوليتها وتقوم بإسناد المشاريع التي لديها لبعض المقاولين الكبار ثم يقوم هؤلاء المقاولون بإسناد هذه المشاريع لشركات صغيرة من الباطن وهكذا حتى يتم تسليم المشاريع المنفذة للأمانة. وهنا أذكر أن شركة ارامكو لها قاعدة في ترسية المشاريع بعدما يتم تقديم تكلفتها من قبل المختصين قبل طرحها ثم قبول العروض، فلماذا لا تشترط الأمانة على المقاول أن يقوم بتنفيذ المشروع بالمواصفات الفنية المطلوبة وعدم إعطاء المشروع لجهة أخرى من الباطن، نتمنى كذلك مستقبلا ألا يتم ترسية مشاريع لسفلتة الطرق وداخل المدن إلا لشركات ذات مواصفات عالية الجودة في التنفيذ والإشراف والمتابعة من قبل مهندسي الأمانة ويكونون مؤهلين، ولتبقى شوارعنا سنين طويلة وبدون هذا الهدر المستمر من المال العام. [email protected]