أبدى أهالي مدينة بريدة تذمرهم من تزايد الحفريات وإعادة ترقيع شوارع أحياء المدينة بين الفترة والأخرى، مؤكدين أن الترقيع المستمر أو التنفيذ غير المدروس بإتقان يبدد المال العام ويشوّه الشوارع. وقالوا إن الإصلاحات تمنح لشركات غير متخصصة مدللين على ذلك بإعادة الترقيع بعد ستة أشهر إلى ثمانية أشهر وتضييع أموال طائلة بسببه، وأضافوا «الترسية تتم على شركة تقوم بعملية ترقيع الشوارع ويعود الحال مثلما كان بعد فترة وجيزة».وأضافوا أن وزارة الشؤون البلدية والقروية أرسلت تعميما إلى كل أمانات مدن ومحافظات المملكة، تفيد فيه بأنها تلقت خطاباً من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ضد بلاغات من المواطنين ورصد ما نشرته الصحف الورقية والإلكترونية من ملاحظات حول سوء وضع بعض الطرق والشوارع داخل المدن والمحافظات والمراكز والقرى، وتبيّن للهيئة عن طريق فرق الرقابة الميدانية لديها من مفتشيها ومهندسيها من خلال وقوفهم على كثير من المواقع وتفحصها والتحقق منها، قصور واضح في مستوى جودة تنفيذ بعض الطرق والشوارع بكثرة وجود الحفر والتشققات والهبوط وسوء أعمال الرصف والتعبيد وتشويه الشوارع بكثرة العوائق ومخلفات المشروعات، مبينين أنه رغم ذلك لا تزال عمليات الترقيع مستمرة في شوارع بريدة مع عدم جدواها.وطالبوا أمانة القصيم بتنفيذ توجيهات وزير الشؤون البلدية والقروية للأمانات بضرورة تنفيذ توصيات هيئة مكافحة الفساد من خلال الإسراع في إصلاح مظاهر الخلل المشار إليها والرجوع بالتكاليف على المتسبب في ذلك، سواء من المقاولين أو المشرفين ومساءلة من يثبت تقصيره من موظفي الأمانات أو البلديات في أداء واجباته الوظيفية وفقاً لمقتضى الأنظمة النافذة، والتأكيد على جميع المسؤولين والمختصين في الأمانات والبلديات بأهمية المتابعة المستمرة والدقيقة لتنفيذ مشاريعها والتنبيه على الاستشاريين والمقاولين بوجوب تنفيذ المشروعات القائمة والمستقبلية وفقاً للشروط والمواصفات التي تم التعاقد عليها. وذكر جاسر العمر، أن الحفارات تعمل باستمرار في غالبية شوارع مدينة بريدة لممارسة إصلاح الخلل فيها قبل وبعد تنفيذ المشروعات، ووجه سؤالاً إلى أمانة القصيم بقوله «لماذا نبحث دائما عن الخسارة المالية، ولا نعتمد على الدراسات لتنفيذ إصلاح مشكلات الحفر وإعادة تأهيل الشوارع وبمدة زمنية طويلة».وقال هشام المشيقح، إن المشكلة الدائمة تكمن في عدم تسليم مشروعات إصلاحات الشوارع لشركات مؤهلة، وأضاف «المعضلة تكون أكبر والإصلاح يكون مفقودا، ومن هنا نستنتج الحصيلة النهائية لضياع الأموال بدون استراتيجية عمل تحافظ على المكتسبات وتنفيذ المشروعات بدراسة تُسهل عمليات إصلاح الحفر وعدم ترقيعها لتعود كما كانت سابقا». يزيد المحيميد وطالب بإسناد المشروعات إلى الشركات العملاقة حتى لو تضاعف مبلغ الإصلاح. وبيّن المواطن سليمان مشيقح، أن المعضلة تبدأ في البحث عن ترسية المشروع بسعر متدن بعيدا عن المواصفات، وأضاف «لابد من العمل مع الشركات المتخصصة التي تستطيع التنفيذ بمسؤولية بعيدا عن شركات الباطن التي شوهت منظر شوارع المدينة». في انتظار المتحدث وتواصلت «الشرق» مع الناطق الإعلامي لأمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد، لمعرفة رأيه حول استفسارات المواطنين عبر خطاب عبر البريد الإلكتروني، لكنه لم يرد، وحال إغلاق هاتفه النقال من التواصل معه هاتفياً.كما تواصلت مع وكيل الأمين للخدمات المهندس صالح الأحمد، إلا أنه لم يستجب للاتصالات المتكررة. حفر وتشققات واضحة في أحد شوارع بريدة .. وفي الاطار انهيار الترقيع في أحد شوارع حي مشعل سوء التنفيذ ساهم في زيادة ترقيع أحد شوارع بريدة (تصوير: فهد الظويفري)