وافق مجلس الاتحاد الروسي امس بالاجماع تقريبا، وبناء على طلب الرئيس فلاديمير بوتين، على الغاء الأذن بالتدخل عسكريا في اوكرانيا, وعلى الفور رحب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بهذا الاعلان، مشيرا الى انه «خطوة اولى ملموسة» نحو تسوية الوضع في شرق اوكرانيا, واعربت وزارة الخارجية الروسية امس، ان موسكو عن املها في ان يصغي العالم واوكرانيا بشكل خاص الى «اشاراتها الايجابية» حيال كييف مثل إلغاء الموافقة البرلمانية على تدخل عسكري، وان تؤدي الى حوار في اوكرانيا. وقال مساعد وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية: «نأمل ان يتم الإصغاء للإشارات الايجابية التي يصدرها الرئيس الروسي حاليا في العالم وخصوصا في اوكرانيا». وأضاف ان «القرارات المناسبة ستتخذ عبر مناقشات بين كييف والسلطات في جنوب وشرق اوكرانيا». وفي السياق, تباحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن هاتفيا مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بعد اسقاط انفصاليين موالين لروسيا مروحية عسكرية في شرق اوكرانيا ما اسفر عن مقتل تسعة جنود اوكرانيين ووضع الهدنة الهشة في مهب الريح. وقال البيت الابيض: إن بايدن شدد على ضرورة «ان يكون هناك مراقبون على الارض، يرصدون انتهاكات وقف اطلاق النار» وأن يتم «وضع حد لإمدادات السلاح والمسلحين الذين يأتون من الجانب الآخر من الحدود» مع روسيا. ودان الجيش الاوكراني أمس انتهاكات «مكثفة» لوقف إطلاق النار الموقت الذي أعلنته كييف، ووافق عليه أحد قادة الانفصاليين، وأورد أكثر من أربعين هجوماً لمتمردين انفصاليين موالين لروسيا منذ الإثنين في شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش فلاديسلاف سيليزنيوف على صفحته على فيسبوك: «سجلت القوات المشاركة في العمليات العسكرية الاوكرانية نحو 44 حالة هجومية لمتمردين تنتهك وقف اطلاق النار خلال الايام الثلاثة الماضية». وحث وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي روسيا امس، على الامتثال لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في المحادثات مع نظرائه ال27 في حلف الأطلسي :»حتى الآن ، لم يحقق وقف إطلاق النار نجاحاً». كما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي قام بزيارة كييف الثلاثاء : «إننا بعيدون عن أن نتمكن من التفاؤل ... نرى كيف يمكن التراجع بسرعة عن التقدم الذي تحقق؟». ومع ذلك، أكد أنه ينبغي ألا يترك شيئا «دون أن يجرب» في السعي نحو حل سياسي وإعادة بناء «حد أدنى من الثقة» بين أوكرانياوروسيا. وقال وزير الخارجية الدنماركي مارتن ليدجارد: «نعتقد أن الوقت قد حان ليبدي بوتين والانفصاليون الموالون لروسيا أيضا السلام بالفعل وليس الكلام فقط». أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيج فقال: إنه «رغم كلمات الترحيب من جانب روسيا .. لم نر أفعالا بعد تتفق معها». وحذر من أن توقيع الاتحاد الأوروبي لعقوبات أكثر قسوة ضد روسيا سوف يصبح «أكثر قوة» إذا أخفقت موسكو في منع تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا ولم تتوقف عن دعم المجموعات الانفصالية. وأضاف هيج أنه «ينبغي على روسيا عدم الاستخفاف باستعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ مزيد من الإجراءات». وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز: «أمام روسيا فرصة حتى يوم غد لإظهار أنها جادة بشأن التهدئة .. نرغب في رؤية خطوات ملموسة».