سجّلت شكاوى عملاء البنوك السعودية بمختلف أنواعها العام الماضي مستوى أقل من متوسط الأعوام الأخيرة الماضية، وشهد الربع الأول من العام الماضي في المتوسط تسجيل نحو 3676 شكوى ليست بالضرورة جميعها شكاوى تتعلق بالاحتيال المالي، فيما شهدت اعداد الشكاوى عن العامين الماضيين «2011 و2012م» انخفاضا بنسبة 50%، الأمر الذي يؤكد ارتفاع مستوى الوعي المصرفي لدى كافة عملاء البنوك من جهة، وكفاءة مراكز معالجة الشكاوى في البنوك من جهة أخرى. وكانت البنوك السعودية أطلقت الأسبوع الماضي، حملتها التوعوية السادسة على التوالي ضد عمليات الاحتيال المالي والمصرفي بعنوان «لا تفشيها» وتحت شعار «وأنت الكسبان»، بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع عامة وعملاء البنوك خاصة، بالأسس السليمة لاستخدام البطاقات البنكية والائتمانية والقنوات المصرفية الإلكترونية، للحدّ من احتمالات التعرض لمحاولات الاحتيال. وقال طلعت حافظ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية، إن البنوك غيرت الخطط الاستراتيجية متوسطة وطويلة المدى التي عكفت على تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية، بهدف تعزيز وعي جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك عملاء البنوك، بمختلف عمليات الاحتيال والنصب المالي وسبل الوقاية منها، والمفاهيم المجتمعية حيال ضرورة محافظة عملاء البنوك على سرية معلوماتهم الشخصية وعدم التهاون أو التفريط فيها تحت أي ظروف. وأسهمت حملات التوعية المكثفة بعمليات الاحتيال المالي التي تتبناها البنوك من خلال لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، بشكل كبير في منع عمليات اختراق معلومات العملاء وبياناتهم الشخصية، رغم ما طرأ من زيادة كبيرة في حجم التعاملات المالية والمصرفية عبر قنوات البنوك الالكترونية. وفي الوقت الذي تجاوزت فيه محاولات الإختراق إلالكترونية عبر العالم حاجز ال5 مليارات محاولة في الربع الأول من العام الماضي، شددت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية المنبثقة عن البنوك السعودية، على أن هناك تعاونا مستمرا ومتواصلا مع الجهات الامنية المختصة في السعودية للتصدي لمثل تلك المحاولات في حال استهدفت عملاء البنوك المحلية، وأنها -أي البنوك، تتبع اجراءات احترازية وتستثمر أموالا طائلة في كل عام لتطوير وتحديث أنظمتها المعلوماتية لجعل التعاملات المصرفية الالكترونية مجالاً متاحا ومفتوحا وآمناً في الوقت نفسه». وأكدت اللجنة أن حملات التوعية التي تقوم بها البنوك السعودية بشكل سنوي، لا تعني بالضرورة أن المصارف المحلية تشهد عمليات اختراق لأنظمتها المصرفية، أو أن المملكة وقطاعها المالي والمصرفي يعيش حالة من الظاهرة المرتبطة بعمليات الاحتيال المالي، مضيفة: «البنوك السعودية تهدف من خلال هذه الحملات التوعوية إلى تنقية بيئة التعاملات المالية والمصرفية في المملكة من أي محاولة للتحايل والنصب، فضلا عن توفير قنوات مفتوحة وآمنة تتيح للعملاء تنفيذ تعاملاتهم المصرفية بسلاسة وراحة». وشددّ أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، على أن ظاهرة الاحتيال المالي والمصرفي شهدت معدلات قياسية، ظلت المملكة وإلى حد كبير بمنأى عنها، إذ يشهد العالم كل 14 ثانية محاولة أو الشروع في عمليات احتيال، وزاد من تفشي هذه الظاهرة تنامي التعاملات المالية والمصرفية الالكترونية والقدرة على تحويل الأموال بين دول العالم بسرعة فائقة، الأمر الذي أصبح يهدد اقتصاديات الكثير من دول العالم.