لا تلوح في الأفق أية إشارات تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، حيث يبدو أن الدعوات المتتالية الى جلسات انتخاب تحت قبة البرلمان، ما هي إلا «واجبات» دستورية، وما من توافق أو اتفاق جدي على حصول الانتخاب، ولهذا لا أحد يعلم كم مدة الشغور في الموقع الرئاسي الأول في لبنان، وإلى متى سيبقى النواب يدخلون المجلس النيابي ويغادرون منه ب«سلة» فارغة، ومن دون أن يتصاعد الدخان الأبيض منذراً بانتخاب رئيس. ولمعرفة آراء الكتل النيابية، كان ل«اليوم» أحاديث خاصة مع نواب هذه الكتل الذين أجمعوا على «عدم وجود مساع جدية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، وهذا ما ينذر بفراغ أو شغور طويل المدى. وأسف النائب عن كتلة المستقبل عمار حوري لمصادرة «حزب الله» هذا الاستحقاق الدستوري، فهو يمنع اكتمال النصاب في المجلس النيابي، ويمنع إتمام العملية «الديموقراطية الانتخابية» لحسابات متعلقة به وببعده الإقليمي»، مؤكداً ان «هذه الانتخابات لن تحصل إلا بعد اقتناع «حزب الله» وامتداده الإقليمي في إيران بتغيير هذه القناعات، خصوصاً مع التناغم مع المحور المتمثل بالنظام السوري والذي أعلن قبل يومين رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية بأنه لا يمكن أن يأتي رئيس الى لبنان من دون أن يوافق عليه رئيس النظام السوري بشار الأسد». وربط «انجاز الاستحقاق الرئاسي ب«حزب الله»، قائلاً: «عندما يسمح الحزب باكتمال نصاب الجلسات لانتخاب رئيس». ولا يرى عضو جبهة «النضال الوطني» النائب غازي العريضي «شيئاً جدياً في الملف الرئاسي حتى الآن، بمعزل عن ما يجري في المنطقة، لا الوضع في الداخل يتحرك في هذا الاتجاه ولا الوضع الخارجي يعطي أهمية لما يجري في لبنان، ولكن المسؤولية بالدرجة الأولى هي لبنانية». وقال: «للأسف في ظل الوضع الداخلي الحالي وما نسمعه من قوى أساسية معنية، لا أرى انتخابات في المدى القصير والمتوسط». ورأى النائب عن «الجماعة» الاسلامية عماد الحوت ان «هذا الملف أصبح مجمدا عند جميع القوى السياسية المختلفة»، مشدداً على انه «لا يوجد حراك جدي باتجاه انجاز هذا الانتخاب بانتظار إشارات إقليمية ودولية مواتية، وبسبب وجود بؤرتين للتوتر في سوريا والعراق»، معرباً عن اعتقاده أن «الملف اللبناني مجمد حالياً بكل أسف». وأشار الى ان «هناك انتظارا لأمرين: الأول لميزان القوى في سوريا والأمر الثاني الاتفاق النووي الأمريكي الايراني، وما ينتج عنه من اتفاق محتمل سعودي إيراني، فهذان العاملان الأكثر تأثيراً على الاستحقاق الرئاسي». وجزم النائب عن حركة «أمل» هاني قبيسي انه «لا يوجد شيء جدي بالموضوع الرئاسي، ولا يمكننا أن نحلل لأنه لا توجد اتصالات ومساع جدية لإنجاز هذا الاستحقاق». وأشار عضو كتلة «الكتائب» اللبنانية النائب ايلي ماروني الى «أننا على مسافة طويلة من تأمين انتخاب رئيس الجمهورية؛ لأن الأطراف التي سعت لإحداث الفراغ، لا تزال مستمرة بمخططها ولا تزال سياسية «أنا أو لا أحد» التي ينتهجها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون والمعطلة والتي تنسجم مع مواقف حلفائه، هي السائدة، مما يؤشر الى اننا ذاهبون الى فراغ طويل الأمد حتى أيلول أو تشرين الأول، بانتظار استحقاقات إقليمية أو داخلية معينة». وشدد رئيس حزب «الوطنيون الأحرار» النائب دوري شمعون على ان «عين الصواب هي أن يتم انتخاب رئيس، وهذا ما ينص عليه الدستور، وهذا ما تقتضيه حاجة البلد والناس». وقال: «حتى الآن لم يتم الاتفاق على رئيس؛ لأن ميشال عون لا يقبل بأحد «ووصل الخرف» عنده الى ان يقول انه حافظ على أمن الرئيس سعد الحريري»، معتبراً ان «البلد يعيش في عصفورية، ولا ندري الى متى سيستمر هذا الفراغ».