على مسافة ثلاثة أيام من الجلسة الرابعة التي حددت الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، بقي المشهد الرئاسي ضبابياً في ظل المراوحة واستمرار المواقف السياسية على حالها، مايشي بأن الجلسات سائرة من تأجيل الى آخر وصولاً الى الفراغ. ولفت وزير العمل سجعان قزي إلى أن «هناك اعتقاداً قوياً بأن الاستحقاق الرئاسي أمامه أخطار كبرى»، مشيراً إلى أن «فقدان النصاب في الجلسات الانتخابية يتم من خلال الكتل وليس من خلال النواب وهذا مؤشر الى وجود قرار سياسي أكبر من النواب كأفراد لمنع حصول انتخابات رئاسية في لبنان»، مؤكداً أن «عدم انتخاب رئيس ليس اخفاقاً للنظام اللبناني إنما فشل للصيغة وللميثاق واغتيال للجمهورية وللوطن والكيان»، مشدداً على أنه «لا يجوز أن يبقى القصر الجمهوري من دون رئيس كونه رأس السلطة ورمزاً لوحدة المسيحيين ولدورهم». ورأى عضو حزب «الكتائب» النائب إيلي ماروني ان «كل النيات وكل ما قيل لم تؤد إلى اي نتيجة وكل فريق متمسك بمواقفه حول الاستحقاق الرئاسي»، لافتاً إلى اننا «سنذهب الخميس إلى جلسة لا نصاب فيها». وإذ شدد في حديث الى «صوت لبنان» على ان «الدكتور سمير جعجع ما زال المرشح المعلن حتى الساعة لقوى 14 آذار»، لفت الى «اننا اصبحنا اقرب الى الفراغ من الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب نضال طعمة، ان «المسؤولية الوطنية اليوم تتجلى بأن يلعب نواب الأمة دورهم المفصلي والمصيري المتمثل بانتخاب رئيس للبلاد. فلا يجوز تحت أي ذريعة أن يتحجج بعضهم، بشعارات رنانة، فيما مضمونها الحقيقي، أنا أو لا أحد، لنصل إلى شغور في سدة الرئاسة»، معتبراً «إن أخطر ما يجري اليوم هو إيهام اللبنانيين بأن الفراغ أمسى أمراً بديهياً، وأن الحكومة تستطيع أن تقوم بمهمات الرئيس». ورأى ان «الدور الوطني، والحراك الحميد الذي يقوم به البطريرك بشارة الراعي وتشديده على ضرورة تأمين النصاب في جلسة الانتخاب إقرار بأن المسار الديموقراطي السليم وحده يصون لبنان، ويضمن استمراره وطناً لجميع أبنائه المسلمين والمسيحيين. فهل سيسمع الحريصون نداء الحق والمنطق، ويستجيبون له؟ أم أن الارتباطات الإقليمية ستفرض أولوياتها مرة جديدة، بانتظار ما يفصّله الآخرون لهذا البلد؟». وأوضح عضو حزب «القوات» النائب أنطوان زهرا ان «الدكتور جعجع لم يترشح على اساس ان الأمر يتوقف عنده وجوبهت عملية الانتخاب بالتعطيل»، مؤكداً انه «منذ اللحظة الأولى كان دائماً الباب مفتوحاً امام مرشح آخر من 14 آذار للانتخابات الرئاسية». ورأى ان «المعالجة اصبحت بحاجة الى التزام فعلي وحقيقي من كل النواب بحضور جلسات الانتخاب في المجلس النيابي». الى ذلك، شددت كتلتا نواب زحلة والبقاع الغربي وراشيا خلال اجتماعهما في زحلة على «موقف 14 آذار الموحد في الانتخابات الرئاسية التي أثبتت أنها تعاملت مع الاستحقاق بمسؤولية وطنية عالية على عكس قوى 8 آذار التي استمرت في نهج التعطيل الذي سيوصل إلى شغور دستوري في مقام الرئاسة، ما ينعكس سلباً على صورة لبنان ووضعه الداخلي والاقليمي»، وأكدت الكتلتان من جديد «وقوفهما وراء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرشحاً لرئاسة الجمهورية».