أظهر تقرير حديث صعودا حادا في تداولات الذهب خلال الأسبوع الماضي بعكس توقعات الأيام الماضية، حيث استطاعت الأونصة الإقفال عند 1274 دولارا بمكاسب 18 دولارا صعودا عن أسعار بداية الأسبوع الماضي، وبفارق قدره 34 دولارا عن أدنى سعر حققه في بداية الشهر الحالي. وأوضح التقرير الصادر عن شركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة أنه ظهر جليا علاقة الذهب بالأحوال السياسة، حيث صعد بقوة في ظل توترات الموقف في العراق وتوقعات بزيادة حدة النتائج السياسة في الأيام القادمة، بجانب التأثيرات الاقتصادية التي تمثلت في توقعات البنك الدولي لعمليات النمو بالضعف مما أثر بشدة على بورصات الأسهم و السندات، وتراجعت مؤشرات الداو جونز والناسداك بجانب ارتفاع الطلب على مشتريات المعدن الأصفر نظرا لاعتقاد الكثير أن مستويات الذهب الحالية أفضل مستويات الشراء، فيما يعتقد الكثيرون أن الارتفاعات الحالية قد تكون عمليات تصحيح على منحى الذهب بعد الهبوط الحاد خلال الأسابيع الماضية بجانب تأثير تخفيضات قيم اليورو مقابل الدولار والتي ما زالت مستمرة. وأشار التقرير الى أنه لا يستبعد رؤية الذهب مرة أخرى تحت مستوى 1250 دولارا، وذلك في حالة استمرار الضغوط على اليورو وكسر دعم 1.35 من الدولار، وسوف يساعد على هذا الاتجاه رغبة الكثيرين في جني الأرباح بالبيع فوق مستوى 1275 دولارا والعودة للشراء مع الهبوط القادم. وبالنظر الى تداولات الذهب في الفترة القادمة، يلاحظ عدم وجود معطيات قوية للصعود بالأونصة الى قمم جديدة كما حدث في مارس الماضي عندما لامست قيمتها 1394 دولار، والتوترات السياسية حتى لو ارتفعت حدتها فإنه يتوقع نهايتها بالحلول الدبلوماسية كما حدث مع الأزمة الاوكرانية، ومن قبلها الأزمة السورية، أما على الجانب الاقتصادي فإن الأسواق الأوروبية مثل الأمريكية بدأت تثبيت خريطة سياستها المالية، ويتوقع أن تختفي من الأسواق عمليات التحفيز النقدي مع النهاية العام الحالي، حيث أقدم ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي على تخفيض أسعار الفائدة بواقع 10 نقاط لتصبح الفائدة النهائية 0.15% بعد أن كانت 0.25%، وترجمة هذه المعطيات أن الحاجة للذهب كملاذ آمن أو كاستثمار ليست بقوة السنوات السابقة وتجاوز 1350 دولارا أو 1400 دولار قد يكون قمة التوقعات مع نهاية العام. وعلى الجانب الآخر سيظل الذهب حول المستويات الحالية وغالبا حاجز 1200 دولار قد يكون بعيدا خلال الربع الثالث من العام الحالي لأن الذهب اعتاد على تحقيق ارتفاعات في هذا الفصل خصوصا مع شهر سبتمبر من كل عام و القوة الشرائية التي تظهر بقوة مع كل كسر لمستويات الدعم لن تسمح بتجاوز هذا المستوى وأعتقد أن سياسات التداول في أسواق الذهب أصبحت معروفة للكثيرين حيث ان الجميع يؤكدون أن الذهب على المستوى المتوسط والبعيد يكون معه حالات الشراء هي الأفضل أما على مستوى المضاربة (المدى القصير) فإن ترقب الأسعار وحركتها الأسبوعية قد يكون أفضل لأن البورصات اعتادت البيع مع أقرب مقاومة وإعادة الشراء عند مستويات الدعم.