كعادتي، في صباح كل يوم سبت، أتضيف باصطباح النهار، وأتكيف بهدوء الحياة، مع زغزغة العصافير وصناعة الآمال والأزاهير، التي يرتسم من خلالها الطريق الصحيح إلى الراحة والسعادة، إضافة إلى ذلك، تلك الصحيفة الرائعة التي تصل بطلتها مع إشراقة الشمس، معلنة ليوم جميل ماتع، (فماذا عسانا نحن فاعلون فيه)، فما إن تقع بين أيدينا حتى نلتهمها بكاملها، سواء من اليسار إلى اليمين و -هذا المتبع-، حيث التغيير والتجديد أو بالعكس، لمعرفة الأخبار والتحركات المتسارعة على الصعيدين المحلي والدولي. ولكل جريدة كتابها المميزون، والمعنيون بحقيق التواصل معهم في الحقل القرائي أو الكتابي، وهذه الصحيفة تحفل بالكثير منهم، في حضورهم اليومي، أو الأسبوعي، علاوة على ذلك (الجسر الثقافي)، والموضوعات المرتبطة به، ومقالات السبت، وبعض التعليقات والردود، والتي ارتأت تطلعات الصحيفة أن تكون منشورة في هذا اليوم.. ومن بين ما كانت بوصلة الاهتمام متجهة إليه، ما هو متعلق بالمجلة العربية، ورأي أكثر من مثقف فيها، وذلك عبر العدد 14967 بتاريخ السبت 9- شعبان 1435ه؛ بمناسبة مرور (40 عاماً) على انطلاقتها، وقد تكون -أي المجلة- هي الوحيدة في المملكة التي ظهرت كفعل ثقافي منافس، بعد سطوع نجم مجلتي الهلال المصرية، والعربي الكويتية، وقد احتضنت أقطاب العلوم المتنوعة والشخصيات الأدبية، وتفاعلت بآرائهم ونتاجهم، وبالذات في بداياتهم وخلاصة تجاربهم، فمثلا تجد فيها الأديب عبدالله الجفري (1360-1429ه) بمشواري على البلاط، والأستاذ علوي الصافي في مذكرات صحافي ناقص الذاكرة، وكذلك حمد القاضي وسعد البواردي وعبدالله الشباط، إلى صفحة الإصدارات والإعلانات عن الجديد من الكتب والمؤلفات. والكلام عن هذه المجلة، هو الكلام عن المجلات الثقافية عموماً، ومدى ارتباط القراء بها، وكذلك المعنيون والمهتمون وها هي بوصولها إلى العدد451 من شهر شعبان 1435، في سنواتها الأربعين تثبت أنها قادرة على الاستمرار، وعلى تجاوز الكثير من العقبات والظروف المتغيرة، بما فيها الحراك الإلكتروني الذي أحدث شرخا في القراءة التقليدية، وخطاً متوازيا مع الثقافة الورقية. وبين قوسين حتى أن بعض المتصلين بنوع من المعرفة، كان له من السهولة بمكان أن يقوم ببيع كتبه، وما اقتناه من مجلات ودوريات مكتفياً بالإنترنت، بدلا عنها، وما زال الحديث عن "المجلة الثقافية" التي راعت في نشاطها الشهري، ظاهرة الكتاب المجاني، أو المهداة معها متشكلا (أي الكتاب) في موضوعاته في أشكال وصور، حتى بات البعض منها في عداد المصدر أو المؤسس للمعلومة كالعدد الخاص باللغة الشاعرة العقاد.. والعدد 165 رمضان 1431، بعنوان بدر الكبرى المدينة والغزوة دكتور محمد عبده يماني.. والعدد 186 جمادى الاخرة 1431، بعنوان شعر الجن للتراث العربي دكتور عبدالله سليم الرشيد.. العدد 197 دكتور عبدالله البريدي بعنوان اللغة هوية ناطقة.. العدد 397 صفر 1431، بعنوان قصائد اعجبتني من غازي القصيبي.. ولا تبعد أن تكون صنواً لفضليات مثلها: كدبي الثقافية، والرافد والدوحة، والأزهر، وضاد، ونزوى، وعالم المعرفة - وقد اقترحت على إدارة المجلة في مقال نشرته وقتذاك أن تجمع المذكرات وكذلك الكتيبات وبعض المقالات الأثيرة لكبار الرموز والأسماء، في مجلدات خاصة بالعربية: كإصدار سنوي أو مناسبي -. عليه نقول: إن المجلة تفرض حضورها بوجهين، الوجه الأول: دعوتها للقراءة، والثاني: سهولة الحصول عليها، وهذا مما جعلها مطلب الكثيرين ممن تتوفر على حصيلة ثقافية ومعرفية معنية.. ولا أكن متسرعاً إذا قلت إنه لا يخلو بيت منها كحال العربي والهلال، وإليك أيها القارئ اكثر من عدد يتضح منها دسومة الطرح وسماقة الشخص كالعدد 314 جمادى الاول 1428ه أوراق صحفية بين ابن خميس وعلوي الصافي، وسعد البواردي، أميل الى الثقافة المتعددة المشارب، لأنها توسع دائرة الفكر.. العدد 362 ربيع الاول 1428 بعنوان غازي يكتب عن التسامح معرض الرياض الدولي للكتاب، ونجاح غير مسبوق.. العدد 278 ربيع الاول 1421 الاديب عبدالله الشباط بعنوان أفكاري تحققت ولكن بعد نصف قرن، دكتور غازي القصيبي يكشف عن الروائي الغشيم الشاعر عبدالله الزيد بين الصمت والغيار .. عدد 204 محرم 1415 الشيخ الاديب عبدالله بن خميس مرحباً بالحداثة إذا كانت تعطي أدباً سامياً، وبين كلب العقاد وحمار الحكيم لخليل الفزيع. وأخيراً، وبعد كل هذا أليست المجلة الثقافية مهمة للجميع، ومطلوبة لديهم، حيث ينطبق عليها ما هو منشور في العددين (79 – 70) من كتاب العربي 2007 تحت عنوان المجلة الثقافية مهمة الإصلاح وسؤال المعرفة.