قال متحدث باسم قوات البشمركة، أمس الخميس: إن القوات الكردية تسيطر تماماً على مدينة كركوك النفطية العراقية، بعد أن تخلى الجيش الاتحادي عن مواقعه. وقال جبار ياور: إن كركوك بأكملها توجد بأيدي البشمركة، ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك. جاء ذلك بعد سيطرة مسلحين على ناحيتي الصينية وسليمان بيك، بعد وقت قصير من دخولهم مناطق في محافظة كركوك، ومحافظة نينوى التي سقطت بأكملها في أيدي المسلحين المناهضين للحكومة. ومدينة كركوك هي مركز محافظة كركوك العراقية، وإحدى أهم المدن النفطية فيه. ومدينة كركوك الحالية هي المدينة التاريخية القديمة ارابخا (عرفة)، والتي يقدر عمرها بأكثر من 5000 سنة، وكانت كركوك عاصمة لولاية شهرزور إبان الحكم العثماني. ويختلف الباحثون في أصل تسمية المدينة، يرجعها البعض إلى اللفظة السريانية كرخا د-بيث سلوخ وتعني "قلعة السلوقيين". وعرفت المنطقة المحيطة بالمدينة باسم باجرمي. وبسبب أهمية موقعها الجغرافي بين إمبراطوريات البابليين والآشوريين والأخمينيين والسلوقيين والبارثيين والساسانيين والعرب المسلمين ومن ثم العثمانيين، شهدت كركوك معارك عديدة بين تلك الإمبراطوريات المتصارعة التي سيطرت على كركوك وتعاقبت على حكمها. وتعتبر كركوك من المدن العراقية التاريخية المهمة، وذلك لقدم تاريخ المدينة التي تدل عليها شواهد الآثار، وما تناقلته الكتب عن تاريخ هذه المدينة، وكان من نتائج ذلك تعدد الأعراق والأديان فيها، حيث يقطنها العرب والكرد والتركمان والسريان، كما تعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا إلى جنب، حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين هاجر اليهود من العراق بعد ظهور المشكلة الفلسطينية، وقامت الحكومة العراقية بإسقاط الجنسية عن اليهود العراقيين. هذا التعايش والوئام بين مختلف القوميات والأديان.