أعلنت الحكومة السودانية الاحد رفضها طلب مجلس الامن الدولي سحب قواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب والتي سيطر عليها الجيش السوداني في مايو الماضي. ونقلت الاذاعة السودانية عن وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي قوله «البيان مليء بالتهديدات ونحن نرفض هذه اللغة». من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن كرتي قوله « لا داع لأن يطلب من السودان سحب جيشه من ابيي لان ابيي ارض سودانية». حرائق نتيجة الاشتباكات داخل منطقة ابيي . « أ ف ب » . وتأتي تصريحات كرتي لتكرر ما سبق وصرح به الرئيس السوداني عمر البشير. وتابع كرتي في البيان الذي نشر في وقت متأخر السبت قائلا : ان «الجيش دخل الى المنطقة للتعامل مع الوضع الامني هناك والذي فرضته الانتهاكات الامنية المستمرة من جانب الطرف الاخر»، مشيرا بذلك الى الجيش الشعبي لتحرير السودان (جنوبي). وأكد كما نقلت الاذاعة «نحن لسنا في حاجة لطلب مجلس الامن بالانسحاب لاننا قلنا مرارا ان تدخل الجيش في ابيي امر طارئ». واضاف ان «الجيش السوداني موجود في منطقة سودانية وسيبقى هناك الى حين التوصل لترتيبات سياسية وامنية تعيد الاستقرار لمنطقة ابيي». وكرر كرتي أثناء حديثه في الخرطوم وعقب لقائه بنظيره المصري نبيل العربي، ما أصرت عليه الخارجية السودانية من ان الجيش السوداني سيبقى في المنطقة المتنازع عليها «حتى التوصل الى اتفاق شامل». وكانت قوات الشمال اجتاحت ابيي المنطقة الحدودية بين شمال السودان وجنوبه، في الحادي والعشرين من مايو، ودمرت البلدة الرئيسية بالمنطقة، ما اسفر عن نزوح ما لا يقل عن 60 ألفا من السكان المعدمين بالمنطقة الخصبة، بحسب تقديرات الاممالمتحدة. كرر كرتي أثناء حديثه في الخرطوم وعقب لقائه بنظيره المصري نبيل العربي، ما أصرت عليه الخارجية السودانية من ان الجيش السوداني سيبقى في المنطقة المتنازع عليها «حتى التوصل الى اتفاق شامل». وقد رفض البشير مطالبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بسحب قواته من ابيي، فيما انضمت كل من روسيا والصين وثلاثة بلدان افريقية الى القوى الغربية في دعم بيان مجلس الأمن الصادر الجمعة. ووصف بيان مجلس الامن عمليات الجيش السوداني في ابيي بانها تشكل «انتهاكا خطيرا» لاتفاق السلام لعام 2005 والذي انهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية مع الجنوب، وهي الحرب التي اودت بحياة زهاء مليوني نسمة. واغلب الفارين من دخول الجيش الشمالي لابيي هم من ابناء قبيلة الدينكا نوك المرتبطين بقبيلة الدنكا الرئيسية في الجنوب. وقالت تقارير ان افراد قبيلة المسيرية العربية الشمالية التي ترتحل موسميا باتجاه الجنوب بحثا عن الماء والكلأ، سارعوا بالتحرك الى جانب القوات السودانية، ما وصفه البعض بانه «عملية تطهير عرقي برعاية الدولة» السودانية. وأعرب مجلس الأمن عن «قلقه البالغ ازاء التقارير التي تحدثت عن التدفق المفاجئ للالاف من المسيرية الى بلدة ابيي والمناطق المحيطة بها، ما يحدث تغييرا كبيرا في التركيبة العرقية للمنطقة». وفيما حث الجيش السوداني الفارين من العنف على العودة الى ابيي، قال نائب رئيس حكومة الجنوب ريك مشار، ان تواجد الجيش السوداني في حد ذاته هو الذي يحول دون عودة النازحين لديارهم.