لا تزال تحويلات «الموت» هي السمة البارزة على طريق النعيرية أبو حدرية، والكابوس المخيف الذي لا يزال يبعث في نفوس مستخدمي الطريق الكثير من القلق والمخاوف، حيث يشهد الطريق بشكل مستمر الكثير من الحوادث المميتة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء بسبب هذه التحويلات التي أخذت مكانها على امتداد الطريق سواء من النعيرية باتجاه أبو حدرية جنوبا، أو من النعيرية باتجاه حفر الباطن شمالا، وتشكل هذه التحويلات مخاوف عابري الطريق يوما بعد الآخر، لكثرة ازدحام الشاحنات العابرة والتي هي الأخرى تعد خطرا محدقا يتربص بالسيارات وسط تحويلات الموت . ويقول فهيد الشهراني أحد المواطنين الذي فقد شقيقه متفحماً في حادث بإحدى تحويلات طريق النعيرية ، أبو حدرية : «فقدت شقيقي « ناصر « -رحمه الله- في حادث سير وجهاً لوجه مع سيارة أخرى داخل إحدى تحويلات طريق أبو حدرية، حيث لقي مصرعه متفحماً داخل سيارته، إلى جانب شخصين كانا في السيارة المقابلة، وأضاف : «لا تزال هذه التحويلات تنسج خيوط الموت والخطر والحزن في كل يوم، وبات وجودها أمراً مألوفاً نشهده على الطريق لسنين عديدة، ففي الوقت الذي يدرك فيه الجميع أهمية إصلاح الطريق وصيانته، إلا أننا لا نعلم، إن كانت هذه التحويلات مطابقة للاشتراطات والأنظمة، من ناحية اكتمال أدوات التحذيرات والسلامة وأطوال مسافات التنفيذ، وبيّن الشهراني المعاناة التي يجدونها والمخاوف على أبنائهم الذين يترددون مع هذا الطريق من مخاطر التحويلات، واصفاً الحال بأن أيديهم على قلوبهم حتى عودة أبنائهم من السفر» . ويتساءل المواطن سعود راشد الغنيم، عن مدى نظامية مسافات التحويلات المنفذة على طريق أبو حدرية، وقال : «الذي نعرفه أن لا تتجاوز طول التحويلة 6 كيلو مترات، بينما نجد أن كل التحويلات على طريق أبو حدرية مسافتها 20 كيلو متراً ، وفي هذه المسافة الكثير من الإرهاق والمخاطر على مستخدمي الطريق، مطالباً بسرعة إنجاز التحويلات في أسرع ما يمكن من الوقت، ومتابعة ذلك من الجهات الإشرافية والرقابية، معتبراً أن كثيراً من التحويلات لا ينتهي العمل بها إلا وقد حصدت معها أرواحاً وخلفت الكثير من الخسائر والإصابات، فلماذا لا يعاد النظر في المواصفات المنفذة حاليا في التحويلات بمواصفات أخرى أكثر أماناً وسلامة لمستخدمي الطرق» . ويقول محمد الحربي : «أسلك طريق أبو حدرية بشكل أسبوعي وأرى بعيوني مآسي وحطام سيارات بالكاد تحدد معالمها، ولعل البطء في تنفيذ التحويلات على طريق أبو حدرية يعد سبباً رئيساً في كثرة الحوادث التي ذهبت بأرواح العديد من الأبرياء، وتساءل الحربي عن دور أمن الطرق في الحد من السرعة الزائدة، حيث بات من الملاحظ تفشي ظاهرة السرعة الجنونية وتجاوز سائقي الشاحنات المتهورة، متأملاً من دوريات أمن الطرق الوقوف بحزم وإيقاع أقصى العقوبات للحد من الاستهتار واللامبالاة، لافتاً إلى أنه يقع على وزارة النقل كذلك عبء كبير ومسؤولية متابعة أعمال هذه التحويلات، والتأكد من مدى توافر وسائل السلامة من قبل المقاول، وقياس مقدار التزامه بالجدول الزمني للمشروع والمسافة القانونية للتحويلات» . « اليوم» حاولت الحصول على رد من مدير عام النقل بالمنطقة الشرقية على بعض التساؤلات المتعلقة بالموضوع من خلال البريد الإلكتروني، إلا أننا وبالرغم من المتابعة لم نتلق الرد.