دشنت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أول مختبر تصنيعي "Fabrication Lab" بالمنطقة الشرقية كثمرة للتعاون بين : الجامعة ممثلة في عمادة البحوث، وشركة أرامكو السعودية ممثلة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، ومعهد ماساتشوستس للتقنية MIT. ويعتبر افتتاح المختبر حدثا مهما كونه سيقدم إضافة نوعية بما يحويه من معدات وبرامج، إضافة إلى ما توفره برامج الجامعة التقليدية لطلابها، وكونه سيكون متاحاً بكل موارده لسكان المنطقة الشرقية جميعاً. ما هو ال "فاب لاب"؟ يعني المصطلح الإنجليزي FabLab "مختبر التصنيع" أو "ورشة التصنيع"، ووظيفته التصنيع والتركيب وتجميع الأجزاء الصغيرة في مكوّن واحد فعّال. ومختبرات التصنيع هذه شائعة في المجتمعات المهتمة بالقيمة العلمية والإنتاجية، إذ يوجد منها ما يقارب 200 مختبر حول العالم. كل "فاب لاب" يحتوي عادة على أجهزة تشغلها كمبيوترات يتم من خلالها إعداد التصاميم الأوليّة للمنتجات التي ستخرج من الفاب لاب بعدما يتم تصنيع أو تركيب هذه المنتجات داخل ال "فاب لاب" أيضاً. إذاً فالفاب لاب عبارة عن مصنع مصغر مفتوح للهواة أفراداً ومجموعات، بكل ما يرافق هذا المصنع من بيئة عمل، وإجراءات سلامة، وتمازج أفكار بين المصممين والفنانين والمبرمجين والمهندسين والمسوقين الذين سيتقاسمون تلك البيئة. من هنا لا نستغرب أن إطار منشأة ال "فاب لاب" قد تمت بلورته بدعم من جامعة MIT قبل أكثر من عقد من الزمن ضمن مادة أكاديمية عنوانها: "كيف تصنع - تقريباً - أي شيء؟". قبل أن تتحول الجملة إلى واقع مجسّد تم استنساخه وتطويره حول العالم لتصبح ورش الفاب لاب أشبه بمصانع صغيرة يتقاسم مواردها الأفراد لأوقات محدودة ولأجل إنتاج سلع قد تكون للاستهلاك الشخصي أو التوزيع المحدود، بل إن بعض هذه الورش - بما تدره من مدخول وما تثريه من مواهب - قد تمثل عماداً لمجتمعات بأسرها كما هو مشاهد في الفاب لاب الشهير بالعاصمة الآيسلندية (ريكيافيك). "فاب لاب" الظهران من أجل فهم قصة ظهور ال "فاب لاب" FabLab في الجامعة، لا بد من إلقاء الضوء على الأنشطة السابقة التي قامت بها عمادة البحوث بالجامعة لتهيئة البيئة الملائمة لدعم الأنشطة المتعلقة بالبحوث سواء لطلاب أو أساتذة الجامعة. فعمادة البحوث هي المسؤولة عن توفير الدعم اللازم والبيئة المواتية، بالإضافة إلى تطوير البنى التحتية للرقي بمشاريع الطلبة والأساتذة. كل "فاب لاب" يحتوي عادة على أجهزة تشغلها كمبيوترات يتم من خلالها إعداد التصاميم الأوليّة للمنتجات التي ستخرج من الفاب لاب بعدما يتم تصنيع أو تركيب هذه المنتجات داخل ال "فاب لاب" أيضاً ولتحقيق هذا الهدف، أنشأت العمادة ورشة كبيرة قبل 10 أعوام حوَت العديد من المعدات التي يحتاجها الباحثون والطلاب في مشاريعهم لمرحلة ما قبل التصنيع. لكن تلك الورشة وصلت في النهاية إلى نقطة اقتصر دورها فيها على دعم المهام الروتينية المتعلقة بتلك المشاريع. وبالتوازي، كوّنت الجامعة خلال العامين الماضيين - بالذات - محفظة متميزة من أفكار الابتكارات الريادية، بالإضافة الى عدد كبير من براءات الاختراع. وكما هو معروف، فإن وجود مثل هذه الموارد يتطلب توفير تجهيزات مناسبة لمواكبة استحقاقاتها. كل ذلك نتج عنه تحوّل دور الورشة القديمة التقليدية إلى منصة أو محطة "لتجسيد الأفكار"، وكانت ثمرة ذلك التعاون بين الجامعة ممثلة في عمادة البحث العلمي، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي لتحويل ورشة عمل العمادة إلى FabLab معتمد بإشراف مباشر من معهد MIT، وإعطاء الفرصة للجميع من داخل الجامعة وخارجها لتحقيق أفكار تصاميمهم وابتكاراتهم. المنتجات التي يتم تصنيعها في الفاب لاب معظم الأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية يمكن تصميمها وتصنيعها في أي فاب لاب مزود بالعتاد اللازم، بدءاً من التصاميم الفنية المطبوعة على الملابس أو على أي مسطح يمكن تخيله، إلى قطع الأثاث، مروراً بتشكيل وإنتاج كل ما هو بلاستيكي: سلاسل المفاتيح، إطارات النظارات، أغلفة الهواتف الجوالة، المكونات الثابتة للأجهزة الكهربائية الإلكترونية والمكونات المتحركة لأي آلة ميكانيكية يمكن تصورها بكل الأشكال والألوان المتخيلة.