أرسلت الحكومة العسكرية التايلاندية آلافا من جنود الجيش والشرطة إلى وسط بانكوك، أمس الأحد، لمنع أي احتجاجات ضد استيلائها على السلطة وأغلقت بعض المراكز التجارية ومحطات القطارات أبوابها لتجنب أي متاعب. وكانت السلطات تتوقع أن يتجمع المحتجون في عدة نقاط في العاصمة بينها منطقة المراكز التجارية الكبيرة. وتوعد رئيس المجلس العسكري الجنرال برايوت شان اوشان المتظاهرين وعائلاتهم خصوصا بملاحقات امام محكمة عرفية. وتم نشر أكثر من 6000 جندي ورجل شرطة في ثمان مناطق بالعاصمة لمواجهة دعوات على الإنترنت لحشد احتجاجات في وسط العاصمة. وقال مساعد قائد الشرطة الوطنية سوميوت بومبانمونغ لوكالة فرانس برس "لقد نشرنا 38 وحدة مشتركة من الشرطة والجيش في ثمانية مواقع من بانكوك (...). ولا يوجد اي مؤشر يدل على وجود تظاهرة". وحظر الجيش التجمعات السياسية لخمسة أشخاص فأكثر، بعد أن استولى على السلطة في 22 مايو آيار إثر احتجاجات استمرت أشهرا وأدت إلى تقويض حكومة رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا وإجبار الوزارات على الإغلاق لأسابيع وإلحاق الضرر بثقة قطاع الاعمال والتسبب في انكماش الاقتصاد. وتحدى سومبات بونجامانونج الناشط في حركة القمصان الحمر التي احتلت وسط العاصمة لأشهر عام 2010، أمر استدعاء أصدره المجلس العسكري لاستجوابه. وكتب "ان الناس لا يحملون السلاح، الناس لا يستطيعون استخدام القوة، بامكاننا فقط ازعاج" الجنود. وسومبات هو من بين اكثر من 250 ناشطا وسياسيا وجامعيا وصحافيا استدعاهم الفريق العسكري الحاكم للمثول امامه. وبعض هؤلاء الذين لبوا الاستدعاء مثل رئيسة الوزراء السابقة ينغلاك شيناوترا، أطلق سراحهم بعد عدة ايام من الاحتجاز في اماكن سرية وبعد توقيعهم على وثيقة يتعهدون فيها بوقف اي نشاط سياسي. ووقعت احتجاجات ضد الانقلاب في بانكوك معظم الأيام منذ ذلك الوقت على الرغم من أنها صغيرة وقصيرة. وقال نائب قائد الشرطة سوميوت بومبانمونج لرويترز إن 5700 شرطي وجندي أرسلوا إلى وسط بانكوك كما تأهبت وحدات الانتشار السريع لمنع الاحتجاجات من الامتداد لمناطق اخرى. وتظاهرت مجموعة من 30 شخصا تقريبا داخل مركز تجاري في منطقة أسوكي. واعتقلت الشرطة أحد المحتجين. والسبت أغلقت السلطات الطرق المحيطة بنصب النصر التذكاري كما فعلت في اليومين السابقين. وأصبحت هذه الطرق نقطة محورية لمعارضة الانقلاب. وانتشرت قوات الشرطة والجيش في المنطقة رغم عدم ظهور أي محتجين. وقد دعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، تايلاند إلى عودة سريعة للديمقراطية من خلال الانتخابات واطلاق سراح المحتجزين وانهاء اجراءات الرقابة. وخفضت أستراليا علاقاتها مع الجيش التايلاندي وأصدرت قرارات بمنع قادة الانقلاب من دخول أراضيها. وهدأ سيهاساك بهوانجكيتكيو السكرتير الدائم بوازة الخارجية التايلاندي من المخاوف الخارجية وناشد حلفاء بلاده تفهم مجريات الأحداث. وقال للصحفيين على هامش منتدى أمني اقليمي في سنغافورة أمس إن "تايلاند لن تختفي من خريطة العالم" مشيرا إلى الثقل الاقتصادي لبلاده في منطقة جنوب شرق آسيا. وأضاف "الأهم أننا بدأنا بالفعل عملية العودة إلى المسار الديمقراطي...مع احراز تقدم. أتمنى أن يأخذ أصدقاؤنا وشركاؤنا هذه التطورات في الاعتبار".