طلبت الولاياتالمتحدة مجددًا من رعاياها مغادرة ليبيا «فورًا» بسبب الوضع «الطارئ وغير المستقر» الذي يخيم على البلاد. وأرسلت بارجة هجومية برمائية على متنها ألف جندي من مشاة البحرية (مارينز) إلى قبالة السواحل الليبية لتكون على أهبة الاستعداد لإجلاء محتمل لطاقم السفارة الأمريكية في طرابلس. وقالت وزارة الخارجية في مذكرة نشرت الثلاثاء: «بسبب الادعاء بأن الأجانب وخصوصًا المواطنين الامريكيين المتواجدين في ليبيا هم على علاقة بالحكومة الأمريكية أو بمنظمات غير حكومية أمريكية، يجب أن يدرك المسافرون أنهم قد يتعرضون للخطف أو الاعتداء أو القتل». ولا تزال الولاياتالمتحدة تحت تأثير الحادث الذي وقع بتاريخ 11 ايلول/سبتمبر 2012 ضد القنصلية الأمريكية في بنغازي وقضى فيه أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريستوفر ستيفنس. وأضاف المصدر «بسب المشاكل الأمنية، لم يعد لوزارة الخارجية سوى طاقم محدود في السفارة (الأمريكية) في طرابلس وليس لها سوى وسائل محدودة جدًا لنجدة المواطنين الأمريكيين في ليبيا». وقد حذر زعيم جماعة أنصار الشريعة في بنغازي الولاياتالمتحدة من التدخل في أزمة البلاد وهددها بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان. وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. والجماعة متهمة بتدبير الهجوم على القنصلية الأمريكية. واتهم محمد الزهاوي زعيم كتيبة انصار الشريعة في بنغازي الحكومة الأمريكية بدعم اللواء المنشق خليفة حفتر الذي أطلق حملة تهدف للقضاء على «الإرهاب». واتهم البيان الولاياتالمتحدة بدفع حفتر لتوجيه البلاد نحو الحرب وإراقة الدماء. ووسط تردي الأمن في ليبيا، أعلنت الحكومة المؤقتة أن قوة معارضة لتولي رئيس الوزراء الجديد مهامه ومكلفة بحماية الفريق الحكومي المنتهية ولايته تعرضت لهجوم ليلًا ونددت بالمساس بسلطة الدولة. وقالت في بيان: إنها «تشجب وبأشد العبارات ما تعرضت له القوة التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة بتأمين مبنى رئاسة مجلس الوزراء من اعتداء من قبل عناصر خارجة عن القانون»، وجددت الحكومة «التأكيد على أن هذه القوة شرعية وتتبع إحدى مؤسسات الدولة وهي وزارة الداخلية». وقال شهود: إن ميليشيا موالية للإسلاميين شنت هذا الهجوم على وحدة تابعة لوزارة الداخلية يتحدر عناصرها من الزنتان ويعارضون تولي رئيس الوزراء الجديد مهامه. وكان رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق تعرض لهجوم أيضًا في منزله ليل الاثنين الثلاثاء. وأرغم المهاجمون هذه الوحدة على مغادرة المكان الذي تسلمت مسؤوليته قبل ساعات فقط من ذلك. وطلبت الحكومة الموقتة الثلاثاء من هذه الوحدة تأمين وحماية مبنى رئيس الوزراء، كما جاء في بيان نشر على موقع الحكومة الإلكتروني. ولم تفسر حكومة عبدالله الثني المنصرفة أسباب هذا القرار. ومن المفترض أن تسلم حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالله الثني هذا الاسبوع السلطة إلى أحمد معيتيق الذي نال الأحد ثقة المؤتمر الوطني العام وسط توترات حادة يؤججها صراع النفوذ بين رجال السياسة والميليشيات المسلحة.