قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس: إن الجيش العراقي يلقي براميل متفجرة على مناطق مأهولة واستهدف مستشفى في اطار تصديه للمتمردين الذين يحتلون مدينة الفلوجة في غرب بغداد، فيما أكد مواطن ليبي أمضى في السجون العراقية ثماني سنوات أن «ضباطًا إسرائيليين حققوا معه في أحد السجون العراقية»، مشيرًا إلى أن 64 سعوديًا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في السجون العراقية، التي تديرها ميليشيات تابعة لنوري المالكي. ويأتي هذا الاتهام الذي رفضته السلطات العراقية فيما يسيطر متمردون ينتمون الى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) منذ كانون الثاني/يناير على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) من دون ان تتمكن القوات العراقية من طردهم. وكان المتمردون سيطروا في بداية العام على بعض احياء مدينة الرمادي (40 كلم غرب). كذلك، أوضحت المنظمة التي مقرها في نيويورك أن الانتهاكات التي ارتكبها جهاديو داعش يمكن اعتبارها جرائم ضد الانسانية. لا تعليق عراقيًا وامتنع الجيش العراقي عن التعليق على هذه الاتهامات، لكن هيومن رايتس ووتش ذكرت في تقريرها ان الجيش نفى استهدافه مستشفى الفلوجة المركزي، فيما نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان استخدام براميل متفجرة. وقال الباحث في شؤون العراق داخل المنظمة ارين ايفرز: «إذا أخذنا في الاعتبار ما تبنت الدولة الإسلامية في العراق والشام القيام به فقد ارتكبت جرائم فظيعة». لكنه تدارك أنه لا يمكن مقارنة ما قام به هذا التنظيم ب«جرائم حكومة تنصلت من مسؤولية حماية السكان المدنيين، واحترام قوانينها فضلًا عن القوانين الدولية». وأكدت المنظمة استنادًا إلى شهود وسكان ومسؤول أمني أنه منذ بداية آيار/مايو قصفت قوات الأمن العراقية ببراميل متفجرة مناطق مأهولة في الفلوجة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة. ولفتت إلى أنها اطلعت على أشرطة فيديو وصور تظهر بقايا براميل مماثلة بعد انفجارها. واستنادًا أيضًا إلى شهود وصور تحدثت المنظمة عن «غارات متكررة توحي فعلًا باستهداف المستشفى». وشدد ايفرز على ان هجوم القوات النظامية كان عنيفًا منذ كانون الثاني/يناير، لكن «قصف المستشفى ازداد بوضوح في شباط/فبراير وآذار/مارس». وأدت المواجهات في هذه المنطقة إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص من الرمادي والفلوجة. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإثنين أن المياه والمواد الغذائية والحاجات الأخرى الأساسية باتت بكميات ضئيلة. محققون إسرائيليون وروى مواطن ليبي أمضى في السجون العراقية ثماني سنوات قصصًا وتفاصيل مرعبة عما شاهده في السجون، وقال: إن «ميليشيات تابعة لنوري المالكي هي التي تديرها»، وأضاف: إنها أصبحت مرتعًا لأجهزة المخابرات الأجنبية بما فيها الموساد الإسرائيلي، مؤكدًا أن «ضباط إسرائيليين حققوا معه في أحد السجون العراقية». ومنذ إطلاق سراحه من السجون العراقية في العام 2012 أسس الليبي فرج القبائلي منظمة أهلية دولية أطلق عليها اسم (سجناء بلا حدود) ليصبح واحدًا من أبرز الناشطين المدافعين عن حقوق السجناء في العالم العربي، وخاصة السجناء العرب في السجون العراقية التي يقول: إنها «جحيم لا يمكن لعقل أن يتخيله». وقال القبائلي في حوار له مع «القدس»: إن سجناء من مختلف الدول العربية بينهم 64 سعوديًا يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في السجون العراقية، مشيرًا إلى أن ما تسرب من سجن «أبوغريب» قبل سنوات ليس سوى شيء بسيط مما يحدث اليوم في السجون التابعة للنظام العراقي. ويؤكد القبائلي أن المخابرات الاسرائيلية (الموساد)، وكذلك أجهزة استخبارات غربية تتناوب على المعتقلين العرب للتحقيق معهم ومحاولة الحصول على أية معلومات منهم، كما تحاول تجنيدهم من أجل التجسس على بلدانهم لدى عودتهم إليها. وأضاف القبائلي «إن ميليشيات تابعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تدير سجونًا سرية في العراق، وتقوم بتصفية بعض السجناء والانتقام منهم»، كما يشير إلى أن عمليات التعذيب تتم على أساس طائفي علني، حيث إن أكثر المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب هم الذين تتضمن أسماؤهم كلمة (عمر) أو (أبو بكر)». وبحسب السجين السابق فإن القوات الأمريكية كانت تتعامل مع كل سجين على أساس أنه مجرد رقم، أما القوات العراقية فتتعامل مع السجناء على أساس أسمائهم وجنسياتهم. ومن بين القصص التي رواها فرج القبائلي ما حدث لمعتقلين سعوديين عندما تمكن منتخب كرة القدم السعودي من التغلب على نظيره العراقي، حيث تعرض المعتقلون لحفلة تعذيب غير مسبوقة انتقامًا من هزيمة كروية، وذلك على الرغم من أن المعتقلين لا يتوفر لديهم التلفاز، وليس لهم أي تواصل بالعالم الخارجي، وعلموا بالمباراة من سجانيهم فقط. ويقول القبائلي: إن الانتهاكات الأكبر هي التي تتم في السجون السرية، وهي سجون تابعة لوزارة الداخلية وليس وزارة العدل، ولا يتمكن أي من الحقوقيين أو المراقبين من زيارتها بالمطلق، كما أن المصيبة أن ميليشيات مسلحة تابعة لنوري المالكي وفيلق القدس الإيراني هي التي تديرها. وكان الناشط فرج القبائلي قد أخلي سبيله في العام 2012 بعد انهيار نظام القذافي، مشيرًا إلى أنه قبل ذلك تعرض لجلسات تحقيق وتعذيب من قبل المخابرات الليبية ذاتها التابعة لنظام القذافي داخل السجون العراقية، والتي لم تكن تقبل استلامه أو السماح بعودته إلى ليبيا.