بغداد - أ ف ب - أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته أمس ان العراق يدير سجوناً سرية يتعرض فيها السجناء لعمليات تعذيب روتينية لانتزاع اعترافات يتم استخدامها لادانتهم. وأكدت المنظمة الحقوقية ومقرها لندن في التقرير الذي عنونته «اجساد محطمة، عقول محطمة» ان نحو ثلاثين الفاً من الرجال والنساء ما زالوا رهن الاحتجاز في العراق، يقطن بعضهم في سجون سرية تديرها وزارات الدفاع والداخلية. وأضافت ان «قوات الامن العراقية تستخدم التعذيب وغيره من ضروب وسوء معاملة لانتزاع اعترافات من المعتقلين الذين يحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، لا سيما في مرافق الاحتجاز التي بعضها سري تديره وزارتا الداخلية والدفاع». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اكد السبت ان لا وجود لسجون سرية في العراق، نافياً التقارير الأخيرة التي نشرتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تتخذ نيويورك مقراً، وتقارير اخرى لصحيفة «لوس انجليس تايمز». وأضافت منظمة العفو ان المحكمة الجنائية المركزية في العراق غالباً ما تدين المتهمين على أساس «اعترافات» انتزعت تحت وطأة التعذيب في شكل واضح. وأحصى التقرير شهادات تم جمعها على مدى السنوات الماضية تشير الى ان عمليات التعذيب شملت «الاغتصاب والتهديد بالاغتصاب والضرب بالاسلاك الكهربائية وخراطيم المياه والصدمات الكهربائية والتعليق من الاطراف وثقب الجسم والخنق بحقائب بلاستيكية ونزع اظافر بكماشة وكسر اطراف». وأشار التقرير الى ان اطفالاً ونساء ورجالاً عانوا جميعاً من هذه الانتهاكات. وأضاف انه «منذ عام 2004، تعرض مشتبه بهم محتجزون في السجون العراقية للتعذيب بصورة منهجية وقتل على اثر ذلك عشرات منهم نتيجة ذلك». وتابعت الوثيقة ان «منظمة العفو لاحظت في تقريرها في 2009 ان وزارة حقوق الإنسان العراقية سجلت 509 ادعاءات بالتعذيب على ايدي قوات الامن العراقية». لكنها قالت ان «العدد اقل بكثير من المستوى الحقيقي لاجمالي الاساءات». وتابعت ان القوات الاميركية سلمت عشرات الآلاف من السجناء للسلطات العراقية بين أوائل 2009 وتموز (يوليو) 2010 من دون أي ضمانات بأنهم سوف يكونون في امان. وتورطت القوات الاميركية في التعذيب والاذلال الجنسي للسجناء العراقيين في سجن أبو غريب في بغداد في 2004. وسلمت مسوؤلية مرافق الاحتجاز الى الحكومة العراقية قبل الانسحاب الكامل في نهاية هذا العام.