استطاع طه الغامدي استغلال موهبته ومهاراته التجارية التي اكتسبها من والده منذ صغره في تعزيز تفوقه في جميع الأعمال الإدارية التي أنيطت به في شركات تجارية كبرى في المملكة، حيث لم يكن يتوقع أن تجربة إدارته لعدد من المحال التجارية الصغيرة الخاصة بأبيه في منطقة الباحة ستتمخض عن إدارته لاستثمار الشركة التي يعمل بها قائداً والتي تتجاوز 2.5 مليار ريال، حيث تمكن من النجاح وإحداث نقلات نوعية على صعيد أعماله، وحياته الشخصية، بل وتفوق على الصعاب التي واجهته، ومن أهمها إثبات جدارته أمام رؤسائه الأجانب، وتبوأ أماكنهم بفضل الاطلاع والخبرة والممارسة. يقول الغامدي عن تجربته: «تشكلت ملامح شخصيتي التجارية من خلال الاحتكاك بوالدي والبيئة الاستثمارية التي نشأت بها، حيث كان أبي يمارس النشاط التجاري من خلال بعض المحلات التجارية وعملت معه منذ المرحلة الابتدائية وكنت في بعض الأحيان أتحمل مسؤولية العمل كاملة عندما يسافر أبي في الصيف فكنت أنوب عنه في متابعة العمل، وأدقق الحسابات، وأسير المعاملات، وأصدر القرارات، وكل ذلك بفضل تشجيع الوالد». وأضاف: «انتقلت بعد ذلك لجدة وعملت في مجال السيارات المستعملة، وكانت تجربة أجد فيها نفسي، كما أجد فيها المردود الذي يرضيني، دون أن يتوقف طموحي عند ذلك الحد، وقد واكب ذلك زواجي بشكل مبكر، وكان لذلك أثره في تحملي المسؤولية، وحرصي على تحديد مصيري وإيجاد كيان خاص لنفسي». وأشار الغامدي إلى أنه خلال تلك الفترة من عمله في مجال السيارات المستعملة أخذ يطور من تجارته، وبدأت معها رحلة العوائد المادية الجيدة، كما تعلم منها معنى المسؤولية التجارية، والكسب ومعنى الخسارة أيضاً بالنظر إلى أنه بات صاحب قرار كما يقول. بعد هذه الخبرات التي اكتسبها الغامدي في العمل التجاري، إلى جانب التحصيل العلمي الذي ناله من قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتأثره بمعلميه، واصل طه اعتماده على نفسه ولم يكتف بذلك التحصيل، حيث عمد إلى التدرب أثناء الدراسة في شركة تصنيع المعادن الحديثة. وهنا يقول: «شكل هذا التدريب نقلة كبيرة في مسيرة حياتي، حيث تدربت على فنون العمل التجاري وعرفت الكثير عن المعادن والسيارات، وكان المصنع ضخماً جداً، وبعد شركة تصنيع المعادن تدربت في (أرامكو) فرأيت مثالاً للشركة المنظمة وعرفت كيف يمكن تطوير الذات». وأضاف: «تخرجت من الجامعة وقضيت بعد ذلك خمسة أعوام ثم حصلت على درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية، وكانت فترة غنية ومهمة في حياتي وزاخرة بالجهود والطموح والاجتهاد والتوفيق بين الدراسة والعمل، وبعد ذلك التحقت في تلك الأثناء بشركة عبداللطيف جميل في مجال تطوير القيادات، وهناك وجدت ذاتي وكان ذلك عام 1996م، كان انضمامي إلى هذه الشركة من خلال مقابلات تقدم لها كثيرون، كنت على رأس اثني عشر فائزاً في تلك المقابلات، وصرت -بفضل الله- خلال فترة وجيزة أصغر مدير تنفيذي في الشركة». وزاد: «التجارب والخبرات السابقة باختلافها وتنوعها وتعدد مصادرها وأماكنها، كان لها أثر واضح في حياتي، وهذا أعطاني المزيد من الثقة بالنفس، وعزز طموحي إلى المزيد من تطوير الذات وصقلها وتأهيلها، هذه الميزات التي حققتها، بالإضافة إلى الميزات التي تتسم بها شركة عبداللطيف جميل أسهمت في تحقيقي المزيد من النجاح وأخذ مراكز قيادية في الشركة من بين الاثني عشر شاباً بقية زملائي، وكنت -بفضل الله- أول من ترقى إلى منصب مدير تنفيذي في عام 2007م أي في غضون عشر سنوات منذ بداية التحاقي بالشركة، حيث رقيت إلى مدير إقليمي لقطع الغيار والغش التجاري عام 1998، ثم مدير عام للتسويق وعمليات الصيانة الميدانية عام 2001، ثم مدير عام أول للقطاع الغربي والجنوبي عام 2003، ثم المدير التنفيذي لقطاع العملاء والمبيعات المركزية عام 2007، وأخيراً عام 2010 المدير التنفيذي لشركة لكزس بالمملكة». ويشير طه الغامدي إلى أن مرحلة وجوده في المنطقة الغربية كانت مرحلة تتويج لكل الجهود التي بذلها في المراحل السابقة، والكفاءات التي أبرزها خلال الوظائف التي شغلها من قبل، حيث يقول: «امتدت فترة عملي بالمنطقة الغربية خلال الفترة من 2003م إلى 2007م، وحققت منطقتي أعلى نسبة مبيعات للسيارات على مستوى المملكة، وكانت أكثر عددًا من ناحية الموظفين، وكذلك الفروع التي بلغت 25 فرعاً رغم أنني كنت أصغر من كل المرؤوسين سناً، وقد كان هذا ما يحدث معي طوال مدة خدمتي في كل مكان أديره، حيث أكون دائماً الأصغر سناً بفضل الله ودون واسطة مطلقا». وأضاف: «خلال فترة بقائي بالمنطقة الغربية تولد لدي إحساس جديد، حيث كنت مسؤولًا عن استثمار مبلغ 2.5 مليار، وهي نقلة كبيرة لي من دكاكين الوالد البسيطة في القرية إلى هذه الميزانية الضخمة التي كان الفشل في إدارتها يعني الرحيل وفقدان الطريق، وأثناء إدارتي للمنطقة الغربية كان هناك مديرون للمناطق الأخرى، ففرحت بهذا التنافس، فأنا أعشق التنافس مع الآخرين واستطيع الإنجاز أكثر في ظروف عمل تنافسية. ونجحت في إدارة المنطقة الغربية وكنت الأفضل في سوق الغربية ذي القيمة التنافسية الكبيرة، وفي هذه المرحلة عشت مرحلة التنافسية في عالم البيزنس بعد أن اكتسبت الخبرة خلال المراحل السابقة». وتابع: «بعد عام 2007م انتقلت إلى العمل التنفيذي مديراً عاماً تنفيذياً لأكون أصغر مدير عام تنفيذي في الشركة، ثم أدرت كذلك قطاع الوكلاء الذي يمثل 50 في المائة من أعمال الشركة، حيث التعامل هنا مع الموزعين الكبار وليس الموظف، وقضيت في ذلك أربعة أعوام في المبيعات المركزية كانت المرحلة التي تحققت فيها الطفرة التي شهدتها المبيعات المركزية. وبعد تحقيق هذه الطفرة التي تعتبر علامة فارقة في مسيرتي الإدارية وفي سجلات الشركة تركت المبيعات المركزية، وقد ازدادت القيادة بداخلي نمواً من كافة النواحي علمياً وفنياً، وصرت أكثر توقا لأحقق انجازاً جديداً، هو التكاملية في بيئة العمل، وفي عام 2010م رقيت إلى منصب المدير العام التنفيذي لشركة لكزس، وهي ألماسة عبداللطيف جميل وهذا الموقع حساس جداً، وقد توليت إدارة شركة لكزس وبصحبتي حقيبة خبراتي السابقة.